(مكانة الإمام أحمد بن حنبل)
اقتباسات من كتاب "مع الأئمة" لمؤلفه الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)
الحلقة: الثانية والسبعون
محرم 1444ه/ أغسطس 2022م
قال الإمام الشافعيُّ: «خرجتُ من بغداد، وما خلَّفتُ بها أحدًا أتقى ولا أورع ولا أفقه ولا أعلم من أحمد بن حنبل».
وقال أيضًا: «أحمدُ إمام في ثمان خصال: إمام في الحديث، إمام في الفقه، إمام في اللغة، إمام في القرآن، إمام في الفقر، إمام في الزهد، إمام في الورع، إمام في السُّنة».
قال ابن أبي يَعْلَى: «وصدق الشافعيُّ في هذا الحصر».
والعلم عند أحمد هو للعمل، كما قال بعض السلف: «العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإِلَّا ارتحل».
وكل علم يضيفه كان يزيده عملًا وتقوى، ولهذا قال إبراهيم الحربيُّ: «لقد صحبتُ أحمدَ عشرينَ سنة، صيفًا وشتاءً، وحرًّا وبردًا، وليلًا ونهارًا، فما لقيته لقاءةً في يوم إِلَّا وهو زائد عليه بالأمس».
إنه منهج تربوي عظيم، يأخذ فيه نفسه أَلَّا يزال يمضي صُعُدًا في مدارج الكمال ومعارج الجلال، كلما أفضى إلى منزلة قطع إلى ما فوقها، ولا يتسنَّى هذا إِلَّا لمَن لا يرى نفسه، ولا يبالغ في تقدير إنجازه، ولمَن منحه الله الهمة والطموح والصبر (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت:35].
أين منهج الترقِّي من حال غالب الطلبة والمتفقِّهين اليوم الذين خصَّصوا وقتًا لمعرفة تقليدية، ثم قضوا بقية العمر في تكريرها وإعادتها، دون أن يسمحوا لأنفسهم بمزيد اطلاع ونمو علمي، ولا بخوض غمرات تجربة جديدة، أو تخصُّص رديف، وكيف يفعلون وهم يشعرون بوهم الكمال؟!
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب مع الأئمة للشيخ سلمان العودة، صص 148-149
يمكنكم تحميل كتاب مع الأئمة من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي عبر الرابط التالي: