(الإمام أحمد بن حنبل بين التفسير والحديث)
اقتباسات من كتاب "مع الأئمة" لمؤلفه الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)
الحلقة: الرابعة والسبعون
محرم 1444ه/ أغسطس 2022م
كان رحمه الله شديد العناية بالقرآن وفهمه وعلومه، وكان ينتقد إعراض الطلبة عن القرآن وتفسيره، ويقول: «قد تَرَك الناسُ فَهْمَ القرآن!».
وقد جمع كتابًا في «الناسخ والمنسوخ»، و«المقدَّم والمؤخَّر»، وجمع «التفسير الكبير»، وهو شامل لأقوال الصحابة والتابعين، وحفظ من السُّنَّة على ما قيل: ألف ألف حديث.
وهذا بالنظر إلى الأسانيد وتَشعُّبِها والطُّرق وتَعَدُّدِها، وإِلَّا فالمتون دون ذلك بكثير، كما قال ابن الجوزيُّ والذهبيُّ وغيرهما.
وقد صنَّف كتابه «المسند»، وفيه نحو ثلاثين ألف حديث، وكان عالمًا بعلل الآثار والأحاديث، مُميِّزًا صحيحها من سقيمها، وإليه يرجع الناس في ذلك.
وكان شديد الإقبال على المصحف وتلاوته وتدبُّره، فكان يختمُ من جمعة إلى جمعة .
والذي كرهه أحمد ذلك الزمن من تسارع الطلبة إلى الحديث وغفلتهم عن القرآن، نراه اليوم كثيرًا في بعض دارسي الحديث الذين يُفرِطون في جمع الأحاديث من الأجزاء والمشيخات والمخطوطات، واستخراج أحكام فرعية في شأن حياتي عادي، كخلع النعل أو لبسه، مع غفلة شديدة عن القرآن وتدبُّره وفهمه والاصطباغ بصبغته، واعتبار أن هذا لعموم الطلبة، أما هم فلهم علم خاص لا يتسنَّى لغيرهم، ومَن لا يحيط به إحاطتهم، فليس هو بعالم!
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب مع الأئمة للشيخ سلمان العودة، صص 150-151
يمكنكم تحميل كتاب مع الأئمة من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي عبر الرابط التالي: