(أحمد بن حنبل الإمام المجدد)
اقتباسات من كتاب "مع الأئمة" لمؤلفه الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)
الحلقة: السادسة والسبعون
محرم 1444ه/ أغسطس 2022م
كان أحمد يرى الاقتصار على ما ورد عن السلف والصحابة من الأقوال في باب الإيمان والعقائد، ولا يرى كثرة الخصام والجدال، ولا تَوْسعة القيل والقال، ولم يترك التَّوسُّع في الكلام إِلَّا تَفَقُّهًا واكتفاءً بالنصوص والآثار، وتَجَنُّبًا لإضافة ما لم يرد، مما يترتب عليه التضييق على العباد وشغلهم عن الكتاب والسنة.
وقد صحَّ عنه كثيرًا القول في المسائل الفرعية باجتهاده، كما يقول ابنُ رجب: «ولقد كان رضي الله عنه في جميع علومه مستندًا بالسُّنة، لا يرى إطلاق ما لم يُطلِقه السلف الصالح من الأقوال، ولا سيما في علم الإيمان والإحسان، وأما علم الإسلام، فكان يُجِيب فيه عن الحوادث الواقعية مما لم يسبق فيها كلام، للحاجة إلى ذلك».
ومع هذا كان يكره تشقيق المسائل، والإفراط في الفَرَضِيات؛ لما ورد عن السلف في النهي عن افتراض المسائل.
وهذا مسلك جيد يقتصر في الأصول على ما ورد ولا يتجاوزها، ويجتهد في الفروع النازلة بحسب الحاجة، ويُحْجِم عن الجدليات والظُّنون والأُغْلُوطات، ويوجِّه جهد الإنسان وعقله وطاقته للإبداع والإنجاز في شؤون الحياة الدنيا التي سُخِّرت للخلق، والتي زوَّدهم الخالق الحكيم بالقدرات العقلية والمعرفية لاكتشافها وتطويرها وتسخيرها.
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب مع الأئمة للشيخ سلمان العودة، صص 154
يمكنكم تحميل كتاب مع الأئمة من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي عبر الرابط التالي: