الخميس

1446-10-26

|

2025-4-24

من كتاب الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار (ج1)
(حركة المختار بن أبي عبيد الثقفي)
الحلقة: 101
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ربيع الآخر 1442 ه/ ديسمبر 2020
 
هو المختار بن أبي عبيد الثقفي الكذَّاب، كان والده الأمير أبو عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة الثقفي، أسلم في حياة النبي ﷺ ولم نعلم له صحبة، استعمله عمر بن الخطاب على جيشٍ، فغزا العراق، وإليه تنسب وقعة جسر أبي عبيد، ونشأ المختار، فكان من كبراء ثقيف، وذوي الرأي، والفصاحة، والشجاعة والدّهاء وقلة الدين ، وقد قال النبي ﷺ: «يكون في ثقيف كذاب ومبير» ، فكان الكذاب هذا، ادَّعى أنَّ الوحي يأتيه، وأنه يعلم الغيب، وكان المبير الحجاج، قبّحهما الله .
ظهر المختار بن أبي عبيد الثقفي على مسرح الأحداث بعد موت يزيد بن معاوية سنة 64 هـ، وهو من الشخصيات التي حفل بها العصر الأموي، والتي كانت تسعى لها عن دور، وتسعى إلى السلطان بأي ثمن، فتُقلب من العداء الشديد لال البيت إلى ادعاء حبهم والمطالبة بثأر الحسين . فقد مر بنا في كتابي عن الحسن بن علي بن أبي طالب بأنه أشار على عمه سعد بن مسعود الثقفي بالقبض على الحسن بن علي وتسليمه إلى معاوية، لينال بذلك الحظوة عنده ، ثم حاول الاتصال بعبد الله بن الزبير والانضمام إليه، وشرط عليه شروطاً، منها: أن يكون أول داخل عليه وألا يقضي الأمور دونه، وإذا ظهر استعان به على أفضل أعماله ، وباختصار أراد أن تكون له كلمة في دولته، ولكنه لم يجد تجاوباً من ابن الزبير، فانصرف عنه إلى الكوفة ، حيث كان الأمر فيها مضطرباً، فأراد أن يصطاد في المياه العكرة، ولم يجد فيها ورقة رابحة سوى الادعاء بالمطالبة بدم الحسين وال البيت، وادعى أن لديه تفويضاً بذلك من محمد بن علي بن أبي طالب، الملقب بابن الحنفية، ولكنه لم يكن صادقاً في ذلك، بل قرر أن يركب تيار الشيعة ليصل إلى هدفه وهو الحكم والسلطان. وقد عبر هو نفسه عن ذلك في حواره مع رجال من رجاله الذين أخلصوا له، وكانوا يظنونه صادقاً في دعوته للثأر لآل البيت، وهو السائب بن مالك الأشعري. فقد قال له المختار عندما ضيق عليه وصعب الخناق واقتربت نهايته: ماذا ترى؟ فقال له السائب: الرأي لك ! قال: أنا أرى أم الله يرى ؟ قال: الله يرى قال: ويحك أأحمق أنت ؟! إنما أنا رجل من العرب رأيت ابن الزبير انتزى على الحجاز، ورأيت نجدة انتزى على اليمامة ومروان على الشام، فلم أكن دون أحد من رجال العرب، فأخذت هذه البلاد، فكنت كأحدهم إلا أني قد طلبت وبالغت في ذلك إلى يومي هذا، فقاتل على حسبك إن لم تكن لك نية فقال السائب: إنا لله وإنا إليه راجعون . قال السائب ذلك لما تبين له أن المختار صنع كل ما صنع من أجل السلطان وحده. ولذلك يصف الذهبي المختار بالكذب وقلة الدين .
ظهر المختار في الكوفة في الوقت الذي كان فيه سليمان بن صرد الخزاعي زعيم التوابين يستعد للذهاب إلى الشام، لقتال عبيد الله بن زياد، فحاول تثبيط الناس عنه، وقد نجحت دعايته وتجمع حوله نحو ألفين من الشيعة، وبقيت غالبيتهم مع سليمان بن صرد، وكانت نتيجة معركة عين الوردة من مصلحة المختار، فقد جاءته مصدقة لتوقعاته، كما أنه انفرد بزعامة الشيعة ولجأ إليه الفارون من المعركة، فقويت حركته وكثر أتباعه، ثم ازداد مركزه قوة بانضمام إبراهيم بن الأشتر النخعي إليه، وهو من زعماء الكوفة، فثار على عبد الله بن مطيع العدوي، أمير الكوفة من قبل عبد الله بن الزبير، فأخرجه منها وأحكم سيطرته عليها.
ـ قضاء المختار على قتلة الحسين:
ولكي يثبت صحة دعواه في المطالبة بدم الحسين، فقد تتبع قتلته فقتل معظمهم في الكوفة ، ثم أعد جيشاً جعل على قيادته إبراهيم بن الأشتر، وأرسله إلى قتال عبيد الله، فالتقى به عند نهر الخازر بالقرب من الموصل، وحلت الهزيمة بجيش ابن زياد، الذي خرّ صريعاً في ميدان المعركة سنة 67 هـ .
وقد قال ابن مفرّغ حين قتل ابن زياد:
إنَّ المنايا إذا ما زُرن طاغيةً
هتّكن أستارَ حُجّابٍ وأبوابِ
أقول بُعداً وسحقاً عند مصرعِهِ
لابن الخبيثةِ وابنِ الكوْدنِ الكابي
لا أنت زُوحِمتَ عن مُلك فتمنعهُ
ولا متَتَّ إلى قومٍ بأسبابِ
وقد شرع المختار في تتبع قتلة الحسين ومن شهد الوقعة بكربلاء من ناحية ابن زياد، فقتل منهم خلقاً كثيراً، وظفر برؤوس كبار منهم، كعمر بن سعد بن أبي وقاص أمير الجيش الذين قتلوا الحسين، وشمر بن ذي الجوشن أمير الألف، الذين وَلوا قتل الحسين، وسنان بن أبي أنس، وخوليّ بن يزيد الأصبحيِّ، وخلق غير هؤلاء .
وكان مقتل عبيد الله بن زياد في يوم عاشوراء سنة سبع وستين، ثم بعث إبراهيم بن الأشتر برأس ابن زياد إلى المختار ، وتعاظم نفوذ المختار بعد انتصار جيشه على جيش ابن زياد، وسيطر على شمال العراق والجزيرة وجعل يولي العمال من قبله على الولايات ، ويجبي الخراج، وانضم إليه عدد كبير من الموالي لبغضهم لبني أمية من ناحية ، ولأنه أغدق عليهم الأموال من ناحية ثانية . وبدا كما لو أنه أقام دولة خاصة به في العراق بين دولتي ابن الزبير في الحجاز، وعبد الملك بن مروان في الشام .
1 ـ أسباب نجاح حركة المختار في مرحلتها الأولى:
نجحت حركة المختار في بداية الأمر للأسباب الآتية:
أ ـ الأرضية الملائمة، حيث العواطف ثائرة والنفوس مشحونة في وقت كانت حركة التوابين تلقى مصيرها الذي اختارت، عبر عملية استشهادية في نظر التوابين كان لها صداها المأساوي في الكوفة، ومن ناحية أخرى فإن ابن الزبير لم يدعم وجوده بالكوفة بالجيوش وإغداق الأموال والتلطف للأعيان والأشراف والزعماء، وكانت وجهة نظره معتمدة على ترك تطاحن الأمويين مع أتباع المختار وما يترتب على ذلك من استنزاف لهما، يكون ابن الزبير هو المستفيد من نتائج ذلك التطاحن .
ب ـ تودد المختار لبني هاشم، فكان يرسل الهدايا لهم، وعمل على كسبهم .
جـ. الشخصية القيادية البارزة التي تمتع بها المختار، في الوقت الذي غابت فيه عن الكوفة الزعامة السياسية المحورية، القادرة على توحيد اتجاهات الحركة الشيعية واستيعاب التطورات المتلاحقة، ولا نهمل المكر والدهاء والمرونة، والقدرة على استثمار الأحداث من مقتل الحسين، وحجر بن عدي، والتوابين، وتوظيف ذلك، كما امتازت شخصية المختار بقدرتها على المناورة .
د ـ البرنامج العملي الذي تقدم به، كان المدخل الاستقطابي لشريحة عريضة في المجتمع، كانت مضطهدة ومسحوقة؛ وهي شريحة الموالي التي وجدت في حركته المتنفس لتحقيق أهدافها في المساواة وتحسين أوضاعها الاجتماعية .
هـ. سوء اختيار ابن الزبير لعماله في الكوفة، ويبدو أنهم لم يكونوا على قدر المرحلة، ولذلك انفلتت الأمور من أيديهم في الكوفة .
2 ـ نهاية المختار على يد مصعب بن الزبير:
كان من المتوقع أن تكون نهاية المختار على يد عبد الملك الذي وتره بقتل ابن زياد أبرز أعوانه، ولكن عبد الملك كان من الدهاء بحيث أدرك أن ابن الزبير وإن كان قد أسعده ظهور المختار في البداية وقهره لجيش عبد الملك ، إلا أنه لن يسمح لنفوذه أن يتسع ويهدد دولته، وأنه لا بد أن يتحرك للقضاء عليه، فاثر الانتظار، وترك ابن الزبير يواجه المختار، لأن نتيجة المواجهة ستكون في صالحه، فسوف يقضي أحدهما على صاحبه، ومن يبقى تكون قوته قد ضعفت فيسهل له القضاء عليه.
وقد حدث ما توقعه عبد الملك، فإن المختار لم يكتفِ بانتصاره على جيش عبد الملك وبسط نفوذه على شمال العراق والجزيرة، بل أخذ يعد نفسه للسير إلى البصرة لانتزاعها من مصعب بن الزبير الذي أصبح والياً عليها من قبل أخيه عبد الله بعد أن بايعه أهلها، وهنا أصبح الصدام محتوماً بين المختار وال الزبير ، فسار مصعب بن الزبير بنفسه إلى قتال المختار في جيش هائل، فحاصره بالكوفة وضيق عليه، وما زال حتى أمكن الله منه، فقتله واحتزَّ رأسه، وأمر بصلب كفِّه على باب المسجد، وبعث مصعب برأس المختار مع رجل من الشُّرَط على البريد إلى أخيه عبد الله بن الزبير، فوصل مكة بعدَ العشاءِ، فوجد عبد الله يتنفَّل، فما زال يصلِّي حتى أسحر ولم يلتفت إلى البريد الذي جاء بالرأس فقال: ألقه على باب المسجد، فألقاه، ثم جاء فقال: جائزتي يا أمير المؤمنين ! فقال: جائزتك الرأس الذي جئت به تأخذه معك إلى العراق.
ثم زالت دولة المختار كأن لم تكن، وكذلك سائر الدول، وفرح المسـلمون بزوالها، وذلك لأنّ الرجل لم يكن في نفسه صادقاً، بل كان كاذباً، وكاهناً، وكان يزعم أن الوحي ينزل عليه على يد جبريل يأتي إليه ، وعن رفاعة بن شدّاد قال: كنت أقوم على رأس المختار، فلمّا عرفت كذبه هممت أن أسُلَّ سيفي فأضرب عنقه، فذكرت حديثاً حدّثناه عمرو بن الحمق قال: سمعت رسـول الله ﷺ يقول: «من أمَّن رجلاً على نفسه فقتله، أعطي لواء غدر يوم القيامة» ، وقد قيل لابن عمر: إن المختار يزعم أن الوحي يأتيه. فقال: صدق، قال الله تعالى:{وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ } [سورة الأنعام:121]
وعن عكرمة قال: قدمت على المختار، فأكرمني وأنزلني حتى كان يتعهد مبيتي بالليل، قال: فقال لي: اخرج فحدِّث الناس. قال: فخرجت فجاء رجل فقال: ما تقول في الوحي؟ فقلت: الوحي وحيان، قال الله تعالى:{بِمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ } [سورة يوسف:3] ، وقال تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ } [سورة الأنعام:112] قال: فهمُّوا بي أن يأخذوني، فقلت:
ما لكم وذاك، إنِّي مفتيكم وضيفكم، فتركوني، وإنما أراد عكرمة، أن يعرّض بالمختار وكذبه في ادّعائه أن الوحي ينزل عليه .
قال ابن كثير: وذكر العلماء أن الكذَّاب هو المختار بن أبي عبيد، وكان يظهر التشيع ويبطن الكهانة ويُسر إلى أخصّائه أنّه يوحى إليه. ولكن ما أدري هل كان يدّعي النبوة أم لا؟ وكان قد وضِع له كرسي يُعَظَّمُ ويُحَفُّ بالرجال ويُسْتَـرُ بالحريـر، ويحمل على البغال، وكان يُضاهي به تابوت بني إسرائيل المذكور في القرآن، ولا شك أنَّه كان ضَالاًّ مضلاًّ، أراح الله المسلمين منه بعدما انتقم به من قوم اخرين من الظالمين، قال تعالى:{وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعۡضَ ٱلظَّٰلِمِينَ بَعۡضَۢا بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ } [سورة الأنعام:129] ، وتسليط الظالم على الظالم سنة من سنن الله في حركة المجتمعات واضحة المعالم في دراسة تاريخ الإنسانية.
3 ـ أسباب فشل حركة المختار:
أ ـ نفور أشراف العرب في الكوفة وما يمثلون من حول وقوة وقتالهم له، ثم توجه من سلم إلى مصعب بن الزبير في البصرة، واشتراكهم معه في القتال ضد المختار.
ب ـ إصابته بالغرور بحيث إنه طرد عمر بن علي بن أبي طالب لأنه لم يحضر له كتاباً من ابن الحنفية؛ حيث قال له: انطلق حيث شئت فلا خير لك عندي ، فتركه وذهب إلى مصعب ليعود معه ليقاتله.
جـ. تجهيز مصعب جيشاً كبيراً وانضمام المهلب بن أبي صفرة واشتراكه معه في القتال. بينما لم يشترك قائد المختار إبراهيم بن الأشتر، ولذلك لم يكن القتال متعادلاً.
د ـ اكتشاف كذب المختار، فقد قال الشعبي بأن ابن الحنفية لم يرسل مع المختار كتاباً لابن الأشتر ، ولم تخف الرسالة عليه؛ فقد شك فيها، لولا من شهد مع المختار، وقد عرف أشراف العرب ذلك وقالوا: هذا كذاب .
هـ. تخلي ابن الحنفية عن المختار، فقد قام على باب الكعبة وقال: إنه كان كذاباً يكذب على الله ورسوله، بل أكثر من ذلك فقد روى الطبري: أن ابن الحنفية كتب إلى شيعته: فاخرجوا إلى المجالس والمساجد فاذكروا الله علانية وسراً، ولا تتخذوا من دون المؤمنين بطانة، فإن خشيتم على أنفسكم فاحذروا على دينكم الكذابين .
و ـ ابتداع المختار لأمر غريب في الإسلام ألا وهو الكرسي، فقد جاء بكرسي ثم قال لأصحابه: إنه لم يكن في الأمم الخالية أمراً إلا وهو كائن في هذه الأمة مثله، وإنه كان في بني إسرائيل التابوت فيه بقية مما ترك ال موسى وال هارون، وإن هذا فينا مثل التابوت، اكشفوا عنه، فكشفوا عنه أثوابه، وقامت السبئية فرفعوا أيديهم فكبّروا ثلاثاً .
ز ـ حاجة ابن الزبير الماسة إلى العراق؛ فهي مصدر المال والرجال الوحيد بعد ضياع الشام ومصر، وبقاء المختار في العراق يهدد مكانته وتقطع عليه الوصول إلى بلاد فارس التي لا تزال على طاعته .
4 ـ الفرقة الكيسانية وعلاقتها بالمختار:
أما كيسان المنسوبة إليه الفرقة الكيسانية فمختلف فيه، لكن الذي لا خلاف عليه: أن المختار بن أبي عبيد الثقفي تزعم الفرقة سنة 66 هـ بالكوفة، وكانت الفرقة الكيسانية من الشيعة الغلاة، وكان المختار الثقفي أول من أكد فكرة المهدية في شخص محمد ابن الحنفية؛ حيث أطلق عليه لقب المهدي، كما استخدم فكرة (البداء) وقد اشتهرت هذه المقولة قبيل قتـل المختار 67 هـ، وكان المختـار ـ أيضاً ـ يقول بالبداء الذي هو من أصول الرافضـة الأولى، فإن المختـار كـان قـد تكهن بنصـر أصحابـه، فلما انهزمـوا زعم أن الله بدا له ، وبهذه الفكرة الشيطانية مكنته من تغيير ارائه من حين لاخر ـ هذا فضلاً عن إظهار نفسه بمظهر النبي، وإقراره لفكرة الكرسي الذي ادعى أنه يعود للإمام علي رضي الله عنه ... إلى غير ذلك من الاراء المبتدعة .
وقد تطورت معتقدات الكيسانية ودخلوا في النفق الشيطاني المظلم، وكانوا يقولون بإمامة ابن علي المعروف بابن الحنفية، لأنه دفع إليه الراية بالبصرة .وقالوا بالتناسخ، ويزعمون أن الإمامة جرت في علي ثم في الحسن ثم في الحسين ثم في محمد ابن الحنفية، ومعنى ذلك: أن روح الله صارت في النبي ﷺ، وروح النبي ﷺ صارت في علي، وروح الحسين صارت في محمد ابن الحنفية، وروح ابن الحنفية صارت في ابنه أبي هاشم .
ويعتقدون في ابن الحنفية اعتقاداً فوق حده ودرجته، من: إحاطته بالعلوم كلها، واقتباسه من (السيدين) الأسرار بجملتها من علم التأويل والباطن وعلم الآفاق والأنفس .
والحق أن ابن الحنفية لم يقر الغلو الذي قيل فيه، ولم يعترف بأنه المهدي المنتظر، وروى ابن سعد حديثاً رفعه إلى أبي العريان المجاشعي قال: فبلغ محمداً أنهم يقولون: إن عندهم شيئاً؛ أي من العلم. قال: فقام فينا وقال: إنا والله ما ورثنا من رسول الله ﷺ إلا ما بين هذين اللوحتين. ثم قال: اللهم خلا وهذه الصحيفة في ذؤابة سيفي؛ فسألت: وما كان في الصحيفة؟ قال: من أحدث حدثاً أو اوى محدثاً . وقال محمد للرجل الذي قابله وسأله عن أشياء سرية نميت إلى الرجل عن محمد: أما بعد فإياكم وهذه الأحاديث فإنها عيب عليكم، وعليكم بكتاب الله، فإنه به هُدِي أولكم وبه يُهدى اخركم ..
ويظهر أن المختار هو الذي روّج فكرة مهدوية محمد لأسباب سياسية، أي أنه أراد أن يحكم باسمه دون إشراكه بالسلطة الفعلية. وعندما هم ابن الحنفية أن يقدم إلى الكوفة، وبلغ ذلك المختار فثقل عليه قدومه فقال: إن في المهدي علامة، يقدم بلدكم هذه فيضربه رجل في السوق بالسيف لم تضره.. فبلغ ذلك ابن الحنفية فأقام.
وقال كثير عزّة في ابن الحنفية:
ألا إنَّ الأئمَّة من قريشٍ
ولاةُ الحقِّ أربعةٌ سواءُ
عليٌّ والثلاثةُ من بنيهِ
همُ الأسباطُ ليس بهم خفاءُ
فسبطٌ سبطُ إيمانٍ وبرٍّ
وسبطٌ غيَّبته كربلاءُ
وسبطٌ لا تراه العينُ حتَّى
يقودَ الخيلَ يقدُمها لواءُ
تغيَّب لا يُرى عنهم زماناً
برضوى عندَهُ عسلٌ وماءُ
يمكنكم تحميل كتاب الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي:
الجزء الأول:
الجزء الثاني:
كما يمكنكم الإطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي:


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022