الجمعة

1446-12-24

|

2025-6-20

السؤال

أنا أعاني من الوسواس في كل شيء طهارة وعبادة ونظافة كل شيء، والأدهى من ذلك إحساسي بأن الشهوة معي في كل وقت وحين.. أحسها تلازمني، فما العمل بالنسبة لصلاتي وصيامي وقراءتي للقرآن، فقد تعبت من الاغتسال والتفكير، فأنا لا يعنيني ولا يهمني الآن إلا أن أعرف حكم ما أفعله هل صواب أم لا.. فأنا كلما رأيت المني أغتسل وأصلي، ومن كثرة ما أراه، ومع إحساسي الدائم بالشهوة أحيانا أغتسل، وبعد فترة قصيرة أرى المني، ومع إحساسي بالشهوة أعتقد أني تنجست، ولكني لا أغتسل فورًا، وأبني على يقيني، وأصلي الصلوات في أوقاتها، مع اعتقادي بأني لست طاهرة، ثم أغتسل في اليوم التالي، وأعيد جميع الصلوات التي صليتها وقت نزول المني.. أفتوني مأجورين..

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الكريمة..
أهلا بك في الانضمام لهذا الموقع المبارك، والذي نسأل الله أن يزيدك من كل خير وهدى، وأن تجدي فيه كل المنى...
ولتعلمي أختي الكريمة أن الشيطان الرجيم يقوم بدراسة العبد، فإذا رآه قريبا من المعصية جرَّه إليها، وإن رآه حريصا على الطاعة دفعه بقوة نحوها ليدخلها من غير بابها، ولعله وجد منك حرصا على الوضوء والطهارة زائدا، فدفعك للوسوسة، وألقى في روعك أنك تتنجسين بالشهوة والمني، والتي ربما تكون من قبيل رطوبة الفرج المعروفة عند النساء بكثرة، والتي هي نجسة توجب الوضوء فقط دون الاغتسال.
وعلى كل حال فاحرصي على عدم تهييج الشهوة، وإذا كان ثمة إنزال للمني -وهو ماء ثخين أبيض- فعليك بالغسل، والذي لا يمكن أن ينزل من الإنسان إلا بعد وصول الذروة من الشهوة، ثم يرتخي بعدها، وهذا أظنه لم يحدث لك، فلا داعي لتكرار الغسل من أجل الرطوبة، بل يكفيك الوضوء، وغسل المحل فقط..
وحتى لو تكرر نزول المني، وتيقنت منه فيكفي غسل واحد، ولو رأيتيه بعد الغسل، وإذا نزل المني بلا شهوة وانتفاضة فلا يجب فيه الغسل؛ لأن ذلك مرض، ولأن من شروط الغسل أن يكون المني خرج دفقا بلذة، أما سوى ذلك كخوف أو برد فهو مرض لا يوجب الغسل، وتكرار الغسل فيه مشقة تفضي إلى الملل من عبادة الوضوء والطهارة قد يترك الموسوس من أجله العبادة بالكلية، أو يؤخر الصلاة عن وقتها، وهذا ما يريده الشيطان، فإن الشيطان لا يريد منها زيادة النظافة بتكرار الاغتسال، بل يريد الملل من العبادة والذي يؤول لتركها بالكلية نسأل الله العافية.
وقوة الشهوة لها ما يداويها ويعالجها كالزواج وممارسة ما أحل الله، فإن لم يكتب لك ذلك فلتراجعي طبيبة متخصصة بهذا الشأن وتصرف لك من الأدوية ما يخفف عنك ويرفع الضر بإذن الله مع الاهتمام بالصيام فهو وجاء ومخفف للشهوة، كما أخبر بذلك المصطفى عليه الصلاة والسلام، ولا تنسي الإكثار من الدعاء، وإشغال النفس بالأشغال والمهنة والجهد والقراءة النافعة والمجالسة الطيبة، لأن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وعسى الله أن يكشف عنك الضر ويرفع البلاء ويزيدك إيمانا وتقى.


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022