تأملات في الآية الكريمة
{وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
الحلقة: 188
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
جمادى الآخرة 1444ه/ يناير 2023م
هذه الصورة التي بيّنها الله عزّ وجل لإبراهيم - عليه السّلام - في إماتة الطيور الأربعة ثم إحيائهن من جديد دليل على كمال عزة الله وحكمته، وفيها تنبيه على أن البعث فيه يظهر للعباد كمال عزة الله وحكمته وعظمته وسعة سلطانه وتمام عدله وفضله(1).
وليعلم الجميع أن الله عزيز في إحاطته بالكون كلّه لا يعزب عن حوله وقوته شيء، إماتة وإحياء مهما يدقّ ويصغر، وإن كانت الأحياء تسري عناصرها مختلطة بغيرها في التراب مثل أجزاء الطير المذكور، وأن الله حكيم دقيق القدر الواقع ينشر بحكمته العناصر في الكون الدقيقة ميتة ويركبها حية(2).
لقد ختمت الآية الكريمة بخطاب الله عزّ وجل لإبراهيم - عليه السّلام - بقوله: {وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، وإليك تعريف باسميه سبحانه العزيز والحكيم:
-العزيز:
هو القوي الغالب الذي لا يعجزه شيء ولا يضرّه أحد ولا يغلبه، وأكثر ما يقترن اسم "العزيز" باسمه "الحكيم"، وهو القادر على فعل ما يريد، فلا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فإذا أراد أن يخلق شيئاً خلقه وأحياه، وإذا أراد أن يهلك شيئاً أهلكه وسلب منه الحياة، ومن جملة ذلك يحيي الموتى على النحو الذي يقدره، فهو إذا أراد شيئاً يقول له كن فيكون(3).
-الحكيم:
هو الذي له الحكمة العليا في خلقه وأمره، والذي أحسن كل شيء خلقه، قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} ]المائدة:50[، فلا يخلق شيئاً عبثاً، ولا يشرع سدى، الذي له الحكم في الأولى والآخرة، وله الأحكام الثلاثة لا يشاركه فيها مشارك، فيحكم بين عباده في شرعه، وفي قدره وجزائه، والحكمة وضع الأشياء مواضعها وتنزيلها منازلها(4).
مراجع الحلقة الثامنة والثمانون بعد المائة:
(1) تفسير السعدي "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان"، ص191.
(2) التفسير التوحيدي "الجزء الأول من سورة الفاتحة إلى سورة التوبة"، حسن الترابي، (1/193).
(3) مع الأنبياء في الدعوة إلى الله، محمد عبد القادر أبو فارس، ص155.
(4) ولله الأسماء الحسنى، عبد العزيز ناصر الجليل، ص283.
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي