تأملات في الآية الكريمة:
{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ}
من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
الحلقة: 168
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
جمادى الآخرة 1444ه/ ديسمبر 2022م
بيّن الله عزّ وجل أن هذا الامتحان لإبراهيم - عليه السّلام - هو الامتحان الكبير؛ لأنَّه امتحنه في - أحبّ المخلوقات إليه - ابنه الوحيد البكر، وأمره أن يذبحه بيده، وهذا من أصعب الابتلاءات على النفس البشرية، ومع هذا نجح إبراهيم وإسماعيل - عليهم السّلام - بدرجة الامتياز(1).
وقد ظهر صفاء إبراهيم - عليه السّلام - وكمال محبته لربّه وخلّته، فلما قدّم حبّ الله، وآثره على هواه، وعزم على ذبحه، وزال ما في القلب من المزاحم، بقي الذبح لا فائدة فيه (2).
وظهر من إسماعيل - عليه السّلام - انقياد واستسلام لأمر الله، وحلم عجيب وصبرُ يضرب به المثل، ومحبة للخالق العظيم، وودُّ واحترام وتقدير للوالد الكريم صاحب الرسالة والنبوّة.
وفي هذا البلاء المبين قصة وعبرة قد تقع بنحو ما مع كل مؤمن، ويعيشها كل مؤمن، فالمؤمن لا بُدَّ أن يُمتحن، ولا بُدَّ من أن يوضع في اختيار صعب؛ ليظهر إيمانه، ولتظهر طاعته، وليظهر حبه، وليظهر ورَعه، وليظهر خوفه، فإذا آثر رضوان الله على الدنيا نجح وأتته الدنيا راغمة، كما أخرج ابن حيان عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه، وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس(3).
مراجع الحلقة الثامنة والستون بعد المائة:
(1) قصة إبراهيم في القرآن الكريم، إسحاق محمد حمدان البدارين، ص129.
(2) تفسير السعدي "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان"، ص 706.
(3) سنن الترمذي، رقم (2414)، ويُنظر: تفسير النابلسي "تدبر آيات الله في النفس والكون والحياة"، (10/461).
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي