الإثنين

1446-10-30

|

2025-4-28

(الذّمّة والعهد والرحم لأهل مصر)

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 158

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

جمادى الأولى 1444ه/ ديسمبر 2022م

 

إنَّ الذي يدلُّ على هذه الحادثة التي جرت لإبراهيم وهو في مصر، وأن الملك الجبار الفاجر هو ملك مصر، حديث آخر ينصّ على أن "هاجر" مصرية.

فقد روى مسلم ورواه آخرون عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنكم تستفتحون مصر، وهي أرض يُسمّى فيها القيراط، فإذا فتحتموها، فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمّة ورَحم، أو قال: ذمة وصهراً، فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبِنة، فاخرج منها، قال أبو ذر: فرأيت عبد الرّحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة يختصمان في موضع لبِنة، فخرجت منها(1).

فهذا الحديث ينصّ على أنّ لأهل مصر ذمّة ورحماً وصهراً للعرب، قال للعلماء: القيراطُ: جزء من أجزاء الدينار أو الدرهم، وأهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به. والذّمّة: الحرمة والحق. والرحم: لكون هاجر أم إسماعيل منهم، فأهل مصر هم أخوال لأهل مكة والحجاز. والصّهر: لأنَّ أهل مصر صاهروا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنَّ حاكم مصر المقوْقس أهداه "مارية" القبْطية، وأن ابنه إبراهيم الذي مات وهو صغير، وأن ملك مصر أهدى "هاجر" لإبراهيم فأنجبت منه إسماعيل عليه السّلام، وأن حاكم مصر فيما بعد أهدى محمد صلّى الله عليه وسلّم "مارية"، فأنجبت ابنه إبراهيم، ولهذا كان الرسول صلّى الله عليه وسلّم يوصي الصحابة بالمقربين خيراً، ويدعوهم إلى مراعاة ذمتّهم ورَحِمهم ومصاهرتهم(2).

 

مراجع الحلقة الثامنة والخمسون بعد المائة:

(1) صحيح مسلم، رقم (2543)، سلسلة الأحاديث الصحيحة، الألباني، رقم (95).

(2) القصص القرآني عرض وقائع وتحليل أحداث، صلاح الخالدي، (1/378).

 

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022