الإثنين

1446-10-30

|

2025-4-28

(قصة زواج هاجر أم إسماعيل من إبراهيم عليه السّلام)

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة:157

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

جمادى الأول 1444ه/ ديسمبر 2022م

 

بعد إقامة إبراهيم - عليه السّلام - في الأرض المقدسة فلسطين المباركة، وبعد زمن لا يعلمه إلا الله دخل إبراهيم - عليه السّلام - بتدبير منه عزّ وجل إلى أرض مصر، وبما أنه - عليه السّلام - رسول يدعو إلى الله، فكل خطواته وحركاته للدعوة ولتبليغ الرسالة للناس(1).

وكان من نتيجة هذه الرحلة أن أهديت هاجر إلى سارة زوج إبراهيم - عليه السّلام - والتي أصبحت فيما بعد زوجاً ثانية لإبراهيم، وأمّاً لابنه الكبير إسماعيل - عليه السّلام -، ومعلوماتنا عن هذه الرحلة مستمدة من حديث رواه البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات؛ ثنتين منهن في ذات الله: قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ}، وقوله للملك الظالم عن زوجه سارة: أنّها أخته"، وقد بيّنت أن هذا من المعاريض في قصة إبراهيم في سورة الأنبياء وفي سورة "الصافات"، كما مرّ معنا سابقاً.

وبينما هو ذات يوم وسارة، إذ أتى على جبّار من الجبابرة، فقيل له: إنّ ههنا رجلاً معه امرأة من أحسن الناس، فأرسل إليه فسأله عنها، وقال: من هذه؟ قال: أختي، فأتى سارة، فقال: يا سارة، ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك، وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي، فلا تكذبيني فأرسل إليها، فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأخذ(2)، فقال: ادعي الله لي، ولا أضرّك، فدعت الله، فأطلق، ثم تناولها ثانية، فأخذ مثلها أو أشدّ، فقال: ادعي الله لي، ولا أضرّك، فدعت، فأطلق، فدعا بعض حجبته، فقال: إنكِ لم تأتني بإنسان، إنما أتيتني بشيطان، فأخدمها هاجر، فأتته وهو قائم يصلي، فأومأ بيده مَهْيا، قال: ردّ الله كيد الفاجر في نحره، وأخدم هاجر، قال أبو هريرة: فتلك أمّكم يا بني ماء السماء(3).

هذا الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما، يذكر الحادثة العجيبة التي جرت لإبراهيم - عليه السّلام - وزوجه عندما توجّها إلى مصر، والكرامة التي أُكرم بها سارة وعصمها من ذلك الملك الجبار الفاجر(4).

 

مراجع الحلقة السابعة والخمسون بعد المائة:

(1) القصص القرآني عرض وقائع وتحليل أحداث، صلاح الخالدي، (1/375).

(2) فأخذ: قبضت قبضة شديدة.

(3) صحيح البخاري، رقم (2217)، صحيح مسلم، رقم (2371).

(4) القصص القرآني عرض وقائع وتحليل أحداث، صلاح الخالدي، (1/376).

 

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022