تأملات في الآية الكريمة:
{فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ}
من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
الحلقة: 149
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
جمادى الأول 1444ه/ ديسمبر 2022م
النظرة هنا ليست هي النظرة الخاطفة العابرة، إنما نظرة التأمل الفاحصة المتأنية، فهي بمعنى نظرة تمعّن واستنباط، ومن ذلك قولنا: هذه مسألة فيها نظر يعني: تأمّل وتأنٍ، والنجوم مفردها نجم، وهي كل مضيء في السماء؛ فالشمس نجم من النجوم.، فقوله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ}: دلّ على أنّها نظرة طويلة مُتأملة مستوعبة؛ لأنّها استوعبت كوكباً وقمراً وشمساً ولذلك شرح لنا هذه النظرة في موضع آخر، قال سبحانه وتعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)} ]الأنعام:75-79[.
لقد كانت نظرة إبراهيم طويلة متأنية؛ لأنّها استغرقت مطلع الكون وغيابه، ثم مطلع القمر وغيابه، ثم مطلع الشمس وغيابها(1).
وبيّن لهم أن هذه المرائي لا تصلح أن تكون آلهة تُعبد من دون الله، ودعاهم إلى الذي فطر السماوات والأرض وقدرته وإلى توحيد الله وإفراده بالعبادة.
وكانت نظرته في النجوم نظرة المتفكّر في قدرة الله الذي خلقها وأبدعها وجعلها شواهد على توحيده وعظمته وقدرته وحكمته وعلمه سبحانه وتعالى.
مراجع الحلقة التاسعة والأربعون بعد المائة:
(1)تفسير الشعراوي، محمد متولي الشعراوي، (20/12793).
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي