الإثنين

1446-10-30

|

2025-4-28

تأملات في الآية الكريمة:

{وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ}

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 146

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

جمادى الأولى 1444ه / ديسمبر 2022م

 

بعد أن ذكر الله جلّ جلاله نجاته لنبيه نوح - عليه السّلام - أتبع ذلك بذكر أن من شيعته إبراهيم - عليه السّلام -، وهذا انتقال بديع إلى قصة الخليل - عليه السّلام - فهو من شيعة نوح على تباعد الزمان بين الرسولين والرسالتين، نظراً لما بينهما من صلة العقيدة والدعوة والطريق، فالمنهج الإلهي الواحد هو الذي يلتقيان عنده ويرتبطان به ويشتركان فيه(1).

وأفادت الآية الكريمة تأكيد الثناء على نوح وبداية الثناء على إبراهيم عليهما السلام، ومعنى كلمة شيعة: الأعوان والأنصار، وأصلها "شيع"، الشين والياء والعين أصلان، يدلُّ أحدُهما على معاضدة ومساعفة، والآخر على بَثٍّ وإشادة، وكلّ قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعض فهُم شيع(2).

وقد آثر الحق سبحانه التعبير بقوله {مِنْ شِيعَتِهِ} دون أعوانه وأنصاره إشعاراً بالاشتراك في الفكر والرأي والاتجاه دون اتحاد المكان والزمان، لما بين الرسولين من تباعد في المكان والزمان بخلاف الأعوان والأنصار، حيث يشعران بالمعاضدة المادية واتحاد المكان والزمان، ومن معاني {مِنْ شِيعَتِهِ}: من أهل دينه وعلى منهاجه وسنته، والضمير في {شِيعَتِهِ} يعود على نوح - عليه السّلام -(3).

 

مراجع الحلقة السادسة والأربعون بعد المائة:

(1) التدبر والبيان في تفسير القرآن بصحيح السنن، محمد بن عبد الرحمن المغراوي، (5/2992).

(2) الحوار في قصة الخليل عليه السلام في القرآن دروس وعبر، محمود سعد عبد الحميد شمس، ص373.

(3) المرجع نفسه، ص373.

 

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022