السبت

1446-06-27

|

2024-12-28

(استحباب تسوية الصفوف)

اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)

الحلقة: السادسة والأربعون

جمادى الأول 1444ه/ ديسمبر 2022م

 

يستحب تسوية الصفوف في صلاة الجماعة، بحيث لا يتقدم بعض المصلين على بعض، ويكون الصف على نظام واحد، مع التراصِّ وتلاصق المنكب بالمنكب، والقدم بالقدم، والكعب بالكعب، لئلا يكون في الصف خلل ولا فرجة، من السنن المؤكدة المرغَّب فيها، وقد وردت أحاديث كثيرة في الحث عليها: منها قوله صلى الله عليه وسلم: "سوُّوا صفوفكم، فإن تسوية الصف من تمام الصلاة". وفي رواية: "فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة". وقوله صلى الله عليه وسلم: "أقيموا صفوفكم وتراصُّوا، فإني أراكم من وراء ظهري".

وذهب بعض العلماء إلى وجوب تسوية الصفوف، وهو ظاهر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، لحديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لتسوُّنَّ صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم". وفي لفظ لمسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح، حتى رأى أنَّا قد عقلنا عنه، ثم خرج يومًا، فقام حتى كاد يكبر، فرأى رجلًا باديًا صدرُه من الصف، فقال: "عباد الله، لتسوُّنَّ صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم".

قال ابن حجر: «ومع القول بأن تسوية الصف واجبة فصلاة من خالف ولم يسوِّ صحيحة، ويؤيد ذلك أن أنسًا مع إنكاره عليهم بقوله: "ما أنكرت شيئًا، إلا أنكم لا تقيمون الصفوف"، لم يأمرهم بإعادة الصلاة».

ويستحب إكمال الصفوف ووصلها، الأول فالأول، بحيث لا يشرع في إنشاء الصف الثاني إلا بعد كمال الأول، وهكذا، فعن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتموا الصف الأول ثم الذي يليه، وإن كان نقص فليكن في الصف المؤخر". وكان صلى الله عليه وسلم يحذر من قطعها، وعن ابن عمر رضي الله عنهما يرفعه: "من وصل صفًّا وصله الله، ومن قطع صفًّا قطعه الله".

وقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجر صلة الصفوف، فعن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: "إن الله وملائكته يصلون على الذين يَصِلُونَ الصفوف، ومن سد فُرجة رفعه الله بها درجة".

كما يسنُّ أن يأمر الإمام بتسوية الصفوف، لحديث أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة أخذ هذا العود بيمينه، ثم التفت فقال: "اعتدلوا، سووا صفوفكم". ثم أخذه بيساره فقال: "اعتدلوا، سووا صفوفكم". وفي رواية: "أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري".

 

هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) صص107-105


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022