(بطلان نظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان)
من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
الحلقة: 265
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
27 رمضان 1444ه/ 18 إبريل 2023م
كتب الدكتور بكر عبد الله أبو زيد - رحمه الله- كتابه القيم في هذا المجال، وانتصر فيه لملّة إبراهيم عليه السلام، وسمّى كتابه (الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان)، وخرج بمجموعة من النتائج:
- يجب على المسلمين الكفر بهذه النظرية: "وحدة كل دين محرّف منسوخ مع دين الإسلام الحق المحكم المحفوظ من التحريف والتبديل الناسخ لما قبله" وهذا من بديهيات الاعتقاد والمسلّمات في الإسلام.
- ويجب على أهل الأرض اعتقاد توحّد الملة والدين في دعوة جميع الأنبياء والمرسلين في التوحيد والنبوات والمعاد، كما مضى التقرير مفصلاً، وأن الأصل العقدي لم يسلم إلا لأهل الإسلام، وأن اليهود والنصارى ناقضون له متناقضون فيه لا سيّما في الإيمان بالله وكتبه ورسله.
- ويجب على أهل الأرض اعتقاد تعدد الشرائع وتنوعها وأن شريعة الإسلام هي خاتمة الشرائع، ناسخة لكل شريعة قبلها، فلا يجوز لبشر من أفراد الخلائق أن يتعبد الله بشريعة غير شريعة الإسلام.(1)
- وإن هذا الأصل لم يسلم لأحد إلا لأهل الإسلام؛ فأمة اليهود كافرون بهذا الأصل لعدم إيمانهم بشريعة عيسى عليه السلام، ولعدم إيمانهم بشريعة محمد صلّى الله عليه وسلّم وأمة النصارى كافرون بهذا الأصل لعدم إيمانهم بمحمد صلّى الله عليه وسلّم وبشريعته وبعموم رسالته والأمتان كافرتان بذلك، وبعدم إيمانهم بمحمد صلّى الله عليه وسلّم ومتابعته في شريعته وترك ما سواه وبعدم إيمانهم بنسخ شريعة الإسلام لما قبلها من الشرائع وبعدم إيمانهم بما جاء به من القرآن العظيم وأنه ناسخ لما قبله من الكتب والصحف، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ]آل عمران:85[، وفي صحيح مسلم أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار.(2)
- أنَّ الإسلام الذي جاءت به رسل الله والذي هو ملة إبراهيم عليه السلام والذي هو دين الإسلام الحق يبطل نظرية الخلط بينه وبين غيره من الشرائع الدائرة بين التحريف والنسخ، وأنه لم يبق إلا الإسلام وحده والقرآن وحده، وأن محمداً صلّى الله عليه وسلّم لا نبي بعده، وأن شريعته ناسخة لما قبله، ولا يجوز اتباع أحد سواه.(3)
- أنه لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل وتوزيعهما ونشرهما وأن نظرية طبعهما مع القرآن الكريم في غلاف واحد من الضلال البعيد والكفر العظيم؛ لما فيها من الجمع بين الحق: "القرآن الكريم" والباطل: لما في التوراة والإنجيل من التحريف والتبديل وأن ما فيهما من حق فهو منسوخ.
- أنه لا تجوز الاستجابة لدعوتهم ببناء "مسجد وكنيسة ومعبد" في مجمع واحد لما فيه من الدينونة، والاعتراف بدين يُعبد الله به سوى الإسلام، وإخفاء ظهوره على الدين كله ودعوة مادية إلى أن الأديان على أهل الأرض التدين بأي منها، وأنها على قدم التساوي، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله وهذه المردودات السالبة فيها من الكفر والضلال ما لا يخفى، فعلى المسلمين بعامة ومن بسط الله يده عليهم بخاصة الحذر الشديد من مقاصد الكفرة من اليهود والنصارى في إضلال المسلمين والكيد لهم فإن بيوت الله في أرض الله هي "المساجد" وحدها {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} ]الأعراف:29[.(4)
- المساجد من شعائر الإسلام فواجب تعظيمها ورعاية حرمتها، وعمارتها ومن تعظيمها ورعاية حرمتها وعمارتها عدم الرضا بحلول كنائس الكافرين بالرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم ورسالته والقرآن الذي أنزل عليه، وشريعته الناسخة لمن سبقته من الديانات الكبرى والتي أخبرت عن طريق رسولها وكتبها بوجوب متابعة النبي صلّى الله عليه وسلّم والإيمان قبل أن تنالها التحريف والتبديل.
- ليعلم كل مسلم أنه لا لقاء ولا وفاق بين أهل الإسلام والكتابيين وغيرهم من أمم الكفر إلا وفق الأصول التي نصت عليه الآية الكريمة {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} ]آل عمران:64[، وهي توحيد الله تعالى ونبذ الإشراك به وطاعته، في الحكم والتشريع واتباع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد –صلّى الله عليه وسلّم- الذي بشرت به التوراة والإنجيل فيجب أن تكون هذه الآية هي شعار كل مجادلة بين أهل الإسلام وبين أهل الكتاب وغيرهم، وكل جهد يبذل لتحقيق غير هذه الأصول فهو باطل.. باطل.. باطل.(5)
مراجع الحلقة الخامسة و الستون بعد المائتين:
(1) الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان، بكر بن عبد الله أبو زيد، ص91.
(2) المرجع نفسه، ص92.
(3) المرجع نفسه، ص94.
(4) المرجع نفسه، ص100.
(5) المرجع نفسه، ص101.
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي