(أول بيت وضع للناس)
من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
الحلقة: 251
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
رمضان 1444ه/ إبريل 2023م
قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)} ]آل عمران:96-97[.
يُخبر الله تعالى عن عظمة بيت الله الحرام، وأنه أول البيوت التي وضعها الله في الأرض لعبادته وإقامة ذكره وأن فيه من البركات وأنواع الهدايات وتنوع المصالح والمنافع للعالمين شيء كثير وفضل غزير، وأن فيه آيات بينات تذكر بمقامات إبراهيم الخليل وتنقلاته في الحج، ومن بعده تذكر بمقامات سيد الرسل وإمامهم، وفيه من الأمن الذي من دخله كان آمناً قدراً مؤمناً شرعاً وديناً.
فلما احتوى على هذه الأمور التي هذه مجملاتها وتكثير تفصيلاتها، أوجب الله حجّه على المكلفين المستطيعين إليه سبيلاً وهو الذي يقدر على الوصول إليه بأي مركوب يناسبه وزاد يتزوّده، ولهذا أنّى بهذا اللفظ الذي يمكنه تطبيقه على جميع المركوبات الحادثة والتي ستحدث، وهذا من آيات القرآن حيث كانت أحكامه صالحة لكل زمان وكل حال، ولا يمكن الصلاح التام من دونها، فمن أذعن لذلك وقام به فهو من المهتدين المؤمنين، ومن كفر فلم يلتزم حج بيته فهو خارج عن الدين {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.(1)
مراجع الحلقة الحادية و الخمسون بعد المائتين:
(1) تفسير السعدي "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان"، ص230.
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي