الجمعة

1446-06-26

|

2024-12-27

(آداب قيام الليل)

اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)

الحلقة: السابعة عشر بعد المائة

شوال 1444ه/ مايو 2023م


يُسنُّ لمن أراد قيام الليل ما يأتي:
أن ينوي إن نام من أول الليل القيام للصلاة، وينوي بنومه التَّقوِّي على الطاعة، ليَحْصُل على الثواب على نومه، فعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من امرئ تكون له صلاة بِليلٍ، فغلبه عليها نوم، إلا كتب الله له أجر صلاته، وكان نومُه صدقةً عليه".
وإذا استيقظ بدأ بالسواك، لحديث حذيفة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك.
ثم يذكر الله تعالى، بما في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضَّأ وصلَّى قبلت صلاته". ويدعو بدعاء الاستيقاظ: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور.
ثم يتوضأ، ثم يصلي ركعتين خفيفتين، لحديث عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل ليصلي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين".
وكغيره من النوافل والتطوع يستحب أن يصلي القيام في بيته، إلا قيام رمضان كما سنبين.
ويستحب أن يوقظ الزوج زوجته، والزوجة زوجها لقيام الليل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رحم الله رجلًا قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل، فصلت، وأيقظت زوجها، فصلَّى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء". أي: على سبيل المداعبة والممازحة والملاطفة.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوقظ أزواجه لقيام الليل، فعن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ ليلة فقال: "سبحان الله، ماذا أُنْزل الليلة من الفتنة؟! ماذا أنزل من الخزائن؟! من يوقظ صواحب الحجرات؟ يا رُبَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة".
وعن علي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة، فقال: "ألا تصليان؟". قال: فقلتُ: يا رسول الله، أنفسنا بيد الله، فإن شاء أن يبعثنا بعثنا. فانصرف حين قلت ذلك، ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه وهو يقول: "وكان الإنسان أكثر شيء جدلًا".
ولا ينبغي لقائم الليل أن يشق على نفسه، بل يقوم من الليل قدر ما يستطيع، فإذا غلبه النعاس، نام حتى يذهب عنه النوم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه، فلم يَدرِ ما يقول، فليضطجع".
وعن أنس: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وحبل ممدود بين ساريتين، فقال: "ما هذا؟" قالوا: لزينب تصلي، إذا كسلت أو فترت أمسكت به. فقال: "حُلُّوه، ليصل أحدُكم نشاطَه، فإذا كسل - أو فتر - فليرقد".
أيهما أولى أن يسرَّ أو أن يجهر بالقراءة في قيام الليل؟
وهو مخير بين الجهر والإسرار، عن عبد الله بن أبي قيس قال: سألت عائشة، كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل؟ يجهر، أم يسر؟ قالت: كل ذلك قد كان يفعل، ربما جهر، وربما أسرَّ.
فإذا كان الجهر أنشط له في القراءة فالجهر أفضل، وإن كان قريبًا منه من يتهجد، أو من يتضرر برفع صوته فالإسرار أولى.


هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) ص311-309


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022