(وقت قيام الليل)
اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)
الحلقة: السادسة بعد المائة
شوال 1444ه/ مايو 2023م
يبدأ قيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء، حتى أذان الفجر.
قال أنس رضي الله عنه في وصف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كنا نشاء أن نراه من الليل مصلِّيًا إلا رأيناه، وما كنا نشاء أن نراه نائما إلا رأيناه.
قال الحافظ: إن صلاته ونومه كان يختلف بالليل، ولا يرتب وقتا معينا. بل بحسب ما تيسر له القيام.
والأفضل تأخيره إلى الثلث الأخير من الليل، حيث ينزل ربنا عزَّ وجلَّ، ويتجلَّى على عباده، فيناديهم كلَّ ليلة في السحر: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر".
هذه الساعة المباركة التي يكون فيها الليل مظلمًا، والقلب مستنيرًا، موصولًا برب السماء والأرض، والتي يقترب فيها الله من عباده، وفي الحديث: "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخِر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن".
وقال أبو مسلم لأبي ذر: أي قيام الليل أفضل؟ قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني، فقال: "جوف الليل الغابِر، وقليل فاعله".
وسئل الحسنُ: أي القيام أفضل؟ قال: جوف الليل الغابر، إذا نام من قام من أوله، ولم يقم بعدُ من يتهجد من آخره، فعند ذلك نزول الرحمة، وحلول المغفرة.
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) ص308-309