السبت

1446-06-27

|

2024-12-28

(ضغوط الحياة)

اقتباسات من كتاب "فقه الحياة" لمؤلفه الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)

الحلقة: السادسة

ذو الحجة 1444ه/ يونيو 2023م

 

إن جماليات الحياة ومتعها تُحدِث نوعًا من الضغوط، وهذه الضغوط قد تكون نتيجة كثرة المال، أو كثرة العافية، أو كثرة العمل الناتج عن مزيد من التوفيق، ومزيد من النجاح.

الضغوط جزء من طبيعة الحياة، وهناك آية تُبيِّن الفصل بين الخالق والمخلوق، فتتحدَّث عن الربِّ سبحانه وتعالى، يقول الله في هذه الآية الكريمة: ﴿اللَّـهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾، فله الحياة الأبديَّة التامَّة، فحياته ليست منحة من غيره، بل هو الحي بذاته سبحانه، ﴿الْقَيُّومُ﴾، والقيُّوم هو القائم على كل الأشياء وعلى الخلق، فهو ﴿قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾، على السماء والأرض والدنيا والآخرة، والإنس والجن.

ثم يقول سبحانه: ﴿لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ﴾، فهو لا يغفل، ولا يسهو سبحانه؛ لأن من عادة البشر المخلوقين أن الواحد منهم يدأَب ويتعب، ويكون النوم راحة له، أما الله جل وجلاله فهو الحي القيوم لا تأخذه سِنَة ولا نوم، والسِّنَةُ: مقدِّمات النوم.

ثم يقول سبحانه في آخر الآية: ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا﴾، أي: لا يُثقِله، ولا يشقُّ عليه سبحانه حفظُ السماوات وحفظ الأرض، فهذا هو الله الخالق، أما المخلوق فإن الضغوط جزء من واقعه ومسيرة حياته.

هذه الحلقة مقتبسة من كتاب"فقه الحياة" للشيخ سلمان العودة، صص 28-27


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022