الأربعاء

1446-11-02

|

2025-4-30

(من أغراض سورة يوسف)

من كتاب النبي الوزير يوسف الصديق عليه السلام للدكتور علي محمد الصلابي

الحلقة: السادسة عشر

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ذو الحجة 1444ه/ يوليو 2023م

 

- بيان قصّة يوسف- عليه السلام- مع إخوته، وما لقيه في حياته، ‌وما ‌في ‌ذلك ‌من ‌العبر من نواح مختلفة.

- فيها إثبات أن بعض المرائي قد يكون إنباء بأمر مغيب، وذلك من أصول النبوءات وهو من أصول الحكمة المشرقية كما سيأتي عند قوله تعالى: ﴿إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً﴾ [سورة يوسف: 4] الآيات.

- أن تعبير الرؤيا علم يهبه الله لمن يشاء من صالحي عباده.

- تحاسد القرابة بينهم.

- لطف الله بمن يصطفيه من عباده.

- العبرة بحسب العواقب، والوفاء، والأمانة، والصدق، والتوبة.

- سكنى إسرائيل وبنيه بأرض مصر.

- تسلية النبي صلى الله عليه وسلم بما لقيه يعقوب ويوسف- عليهما السلام- من الآلام والأذى.

- لقي النبي صلى الله عليه وسلم من الآلام أشد ما لقيه من كبراء كفّار قومه، مثل عمه أبي لهب، والنضر بن الحارث وأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وإن كان هذا قد أسلم بعد وحسن إسلامه، فإن وقع أذى الأقارب في النّفوس أشد من وقع أذى البعداء، كما قال طرفة:

وظلمُ ذَوي القُربى أشدُّ مضاضةً على المرءِ منْ وقعِ الحسامِ المهنَّدِ

- قال تعالى: ﴿لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين﴾ [يوسف: 7].

- وفيها العبرة بصبر الأنبياء مثل يعقوب ويوسف- عليهم السلام- على البلوى. وكيف تكون لهم العاقبة.

- وفيها العبرة بهجرة قوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى البلد الّذي حل به كما فعل يعقوب عليه السلام وآله، وذلك إيماء إلى أن قريشاً ينتقلون إلى المدينة مهاجرين تبعا لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم.

- وفيها من عبر تاريخ الأمم والحضارة القديمة وقوانينها ونظام حكوماتها وعقوباتها وتجارتها. واسترقاق الصبي اللقيط. واسترقاق السارق، وأحوال المساجين. ومراقبة المكاييل.(1)

- وإن في هذه السّورة أسلوباً خاصا من أساليب إعجاز القرآن وهو الإعجاز في أسلوب القصص الّذي كان خاصة أهل مكة يعجبون مما يتلقونه منه من بين أقاصيص العجم والروم، فقد كان النضر بن الحارث وغيره يفتنون قريشاً بأن ما يقوله القرآن في شأن الأمم هو أساطير الأولين اكتتبها محمّد ﷺ.

- وكان النضر يتردد على الحيرة فتعلم أحاديث (رستم) و (اسفنديار) من أبطال فارس، فكان يحدث قريشا بذلك ويقول لهم: أنا والله أحسن حديثا من محمّد فهلم أحدثكم أحسن من حديثه، ثمّ يحدثهم بأخبار الفرس، فكان ما في بعضها من التطويل على عادة أهل الأخبار من الفرس يموّه به عليهم بأنه أشبع للسامع، فجاءت هذه السّورة على أسلوب استيعاب القصّة تحدياّ لهم بالمعارضة.

- على أنها مع ذلك قد طوت كثيراً من القصّة من كلّ ما ليس له كبير أثر في العبرة.

- ولذلك ترى في خلال السّورة ﴿وكذلك مكنا ليوسف في الأرض﴾ [يوسف: 56] مرتين. ﴿كذلك كدنا ليوسف﴾ [يوسف: 76] فتلك عبر من أجزاء القصّة.

- وما تخلل ذلك من الحكمة في أقوال الصالحين كقوله: ﴿عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون﴾ [سورة يوسف: 67] ، وقوله: ﴿أنّه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين﴾ [سورة يوسف: 90]. ​

ومن أغراض قصّة يوسف :عليه السلام

- إثبات الوحي والرسالة.

- بيان أن الدّين كلّه من عند الله.

- بيان أنّ الدين كلّه موحّد في الأساس.

- بيان أن وسائل الأنبياء في الدّعوة موحّدة.

- تثبيت فؤاد النبيّ ﷺ في مجال الدّعوة.

- العِبرة والاتّعاظ.

- تصديق التبشير والتحذير.

- بيان نعمة الله على أنبيائه وأصفيائه.

- تنبيه أبناء آدم إلى غواية الشيطان. وغير ذلك من الأمور... (2)

 

مراجع الحلقة السادسة عشر:

ناصر العمر، آيات للسائلين، ص19.

2 بعض المبادئ التربويّة المستنبطة من قصّة يوسف عليه السلام، مرجع سابق، ص 35-45.

يمكنكم تحميل كتاب النبي الوزير يوسف الصديق عليه السلام

من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي

http://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/668


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022