الأربعاء

1446-08-13

|

2025-2-12

ثبوت الرؤى وحكمها في سورة يوسف

الحلقة: 29

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

 

من مواضيع سورة يوسف عليه السلام موضوع الرؤيا، وقد ورد في القرآن الكريم ذكر سبع رؤى في ستة مواضع، ثلاثة مواضع اشتملت على أربعة رؤى، جاءت في سورة يوسف، وهي:

- رؤيا يوسف، قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ [يوسف: 4].

- ثمّ الموضع الثاني، وفيه رؤيتا صاحبي السجن اللذين ذكرا له ما رأيا، وكلّ واحد منهم رأى رؤيا غير الّتي رآها صاحبه.

- ثمّ جاءت الرؤيا الرابعة في الموضع الثالث من السّورة، وهي رؤيا الملك، فهذه ثلاثة مواضع اشتملت على أربعة رؤى كلّها في سورة يوسف.

- وتجد ذكر الرؤيا في بقية القرآن، مرّة في سورة الأنفال عند قول الله تعالى: ﴿إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ [الأنفال: 43].

- ثمّ الصافات في قصّة إبراهيم مع إسماعيل عليهما السلام، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ [الصافات: 102].

- والموضع السادس والأخير جاءت فيه الرؤيا السابعة وهي رؤيا النبيّ ﷺ الّتي أخبر الله سبحانه وتعالى عنها من سورة الفتح، فقال: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح: 27].

فهذه سبع رؤى في القرآن أكثر من نصفها جاء في سورة يوسف.(1)

إنّ سورة يوسف عليه السلام تدلّ على ثبوت الرؤى والاعتداد بها سواء كانت من مؤمن أو غيره، وإن أوّل ما بدأ به رسول الله ﷺ من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلّا جاءت مثل فلق الصبح.(2)

فصدْق الرؤيا المناميّة حقّ، وهذ ثابت بالكتاب والسنة، ويؤيده العقل المتفتح على الواقع وتؤمن به النّفوس السويّة، ولم ينكر كون الرؤيا الصالحة من الله تعالى إلّا الفلاسفة ومن نحا نحوهم في هذا العصر من بعض من يشتغلون بعلم النفس، فجعلوا الرؤى أضغاث أحلام وهؤلاء يفسرون الرؤى بنوع من أنواع مرئيات المنامات، وينكرون الحقّ فيها، ومثل هؤلاء ومن أخذ بقولهم لا يلتفت إليهم، لأنّ الرؤيا الصالحة ثابتة بالكتاب والسنة وهذه الآيات في سورة يوسف دليل عليها. وفي السنة المطهرة عشرات الأحاديث الّتي تتناول الرؤى وتُظهر العناية بها.(3)

 

مراجع الحلقة التاسعة والعشرون:

آيات للسائلين، د. ناصر العمر، مرجع سابق، ص 68.

2 البخاري، مرجع سابق، رقم: 3.

3 آيات للسائلين، مرجع سابق، ص 69.

 

يمكنكم تحميل كتاب النبي الوزير يوسف الصديق عليه السلام

من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي

http://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/668


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022