الأربعاء

1446-08-13

|

2025-2-12

أنواع الرؤى في السُّنة النبوية

الحلقة: 30

بقلم: الدكتور علي محمد الصلابي

 

هناك أحاديث صحيحة تدلّ على أنواع ما يراه الإنسان، وهي ثلاثة أقسام:

- الرؤيا الصادقة، فهي من الله تعالى، منها قول النبيّ ﷺ: "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعون جزءاً من النبوّة".(1)

- الحلم: وهو من الشيطان، فقال النبيّ ﷺ: "الحلم من الشيطان"،(2) وقال ﷺ: إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه، فلا يحدث به النّاس".(3)

- أضغاث أحلام، أو أحاديث النفس: وهي تفاعل للنفس تجاه الواقع والمواقف الّتي بمر بها الإنسان، فتستخرج هذا المخزون في شكل أحلام، يقول النبيّ ﷺ: "والرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بُشرى من الله، ورؤيا ‌تحزين ‌من ‌الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه".(4)

وقال ﷺ: "إذا اقترب الزمان ‌لم ‌تكد رؤيا المسلم تكذب. وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا. ورؤيا المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءاً من النبوّة والرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بشرى من الله. ورؤيا تحزين من الشيطان. ورؤيا مما يحدث المرء نفسه. فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصل. ولا يحدث بها النّاس".(5) وهذا الحديث أصل عظيم في موضوع الرؤيا، وإثباتها، وأنواعها، وأقسامها، وكيف نتعامل معها.(6)

وأما المنهج الشرعي في التعامل مع الرؤى، فتعتمد على الرؤى، وهي ثلاثة أنواع كما مرّ معنا في الحديث السابق:

- الرؤيا الصالحة: لا تحدث بها إلّا من تحب وذلك لأسباب، منها: منع الحسد والضغينة.

- حديث النفس: ومن علامته أن يفكر المرء في أمر ما، ثمّ يرى في نومه ما يتعلق به، كمن يفكّر في شراء سيارة ثمّ ينام فيراها. والموقف منه، الإعراض عنه وعدم الاشتغال به.

- رؤية ما يحزن: وهذا من تهاويل الشيطان، وعلى الرائي:

أولاً: أن يتعوذ بالله من شر ما رأى، ومن شر الشيطان.

ثانياً: ينفث عن يساره ثلاثاً.

ثالثاً: ينقلب على جنبه الآخر.

رابعاً: يقوم فيتوضأ، ثمّ يصلي ما شاء الله.

خامساً: لا يحدث بها أحداً.

ومن عمل بهذا فلن تضره - بإذن الله - ومن لم يتمكن من عمل هذه الخمس فليعمل بعضها، كأنْ ينقلب على جنبه، وأن يستعيذ بالله من شرها، ومن شر الشيطان، والمهم ألا يحدث بها أحداً، فإنه يُخشى إذا حدث بها أن يكون أثر لها عليه، فقد ورد في حديث عن رسول الله ﷺ: أن الرؤيا على رِجْل طائر فإذا عُبّرت وقعت.(7)

وسنة رسول الله ﷺ في حياته ومن بقية الأدلة المعتبرة، ولا تؤخذ من الرؤى لأن اعتمادها سيفتح باباً خطيراً وشرَّاً مستطيراً في زيادة الأحكام أو نسخها، فالدين قد اكتمل والإسلام قد تم، قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً﴾ (المائدة: 3).

ويدل على ذلك، ما رواه البخاري عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: قال: قال الرؤيا الصالحة، (8)حيث يدل على حصره أنه لا تأخذ الأحكام الشرعية من الرؤيا، وإنما هي دلالات وإشعارات لوقوع شيء". (9)

 

مراجع الحلقة الثلاثون:

1 أخرجه البخاري، مرجع سابق، رقم 6984.

2 أخرجه البخاري، مرجع سابق، رقم: (3282، 6995).

3 أخرجه مسلم، مرجع سابق، رقم: 3174.

4 أخرجه مسلم، رقم: 2263.

5 أخرجه مسلم، رقم: 2263.

6 آيات للسائلين، مرجع سابق، ص 69.

7 سنن الترمذي، مرجع سابق، (4/536)، رقم: 2278، وقال حسن صحيح.

8 البخاري، مرجع سابق، رقم: 6990.

9 يوسف عليه السلام، القرداغي، مرجع سابق، ص 39.

 

يمكنكم تحميل كتاب النبي الوزير يوسف الصديق عليه السلام

من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي

http://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/668


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022