الخلاصة من كتاب "المعجزة الخالدة: براهين ساطعة وأدلة قاطعة"
الحلقة السبعون
الدكتور علي محمد الصلابي
رجب ١٤٤١ه/ مارس ٢٠٢٠م
وبعد، وهذا ما يسره الله لي من جمع وترتيب وتحليل في هذا الكتاب فيما يتعلق (بالمعجزة الخالدة براهين ساطعة وأدلة قاطعة).
إن ما عرضناه مما جمعناه من أدلة الإعجاز العلمي إنما هو في سياق التدليل على أن هذا الوحي لا يمكن أن يكون من قول بشر ولا من محض تفكيره واجتهاده، لما فيه من سبق إنبائي وغيبي وعلمي، لم يكن للبشرية حينها وفي تلك الظروف أن تصل إلى هذه الحقائق مهما سعت إلى ذلك ومهما طرقت من أبواب البحث والاجتهاد، فلم يتيسر للإنسان أن يقف على بعض الحقائق العلمية إلا بعد القرن السابع عشر. هذا عدا عن جوانب الإعجاز الأخرى التي أشرنا إليها. وفي هذا القدر الكفاية لمن أراد الهداية فإن فيه من العبر والدلالات على صدق نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يكفي ويزيد، وما يهتدي به الباحثون عن الحق والحقيقة، ومرد الأمر أوله وآخره إلى الله عز وجل فالله يهدي من يشاء وهو يهدي إليه من أناب.
وإن ما كتبته وجمعته بجهدي واجتهادي، فما كان فيه من صواب فهو محض فضل الله عليَّ، فله الحمد والمنَّة، وما كان فيه من خطأ فأستغفر الله تعالى وأتوب إليه، والله ورسوله بريء منه، وحسبي أني كنت حريصاً ألا أقع في الخطأ، وعسى أن لا أحرم من الأجر.
وأدعو الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب إخواني المسلمين، وأن يذكرني من يقرأه في دعائه، فإن دعوة الأخ لأخيه في ظهر الغيب مستجابة إن شاء الله تعالى.
وأختم هذا الكتاب بقول الله تعالى: " رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" (الحشر ، آية : 10).