خواطر إيمانية
مع الشيخ محمد متولي الشعراوي (رحمه الله)
(الخاطرة الثانية)
ذنوب الانسان في الدنيا كثيرة، فإذا حكم فقد يظلم، وإذا ظن فقد يسئ، وإذا تحدث فقد يكذب، وإذا شهد فقد يبتعد عن الحق، وإذا تكلم فقد يغتاب.
هذه ذنوب نرتكبها بدرجات متفاوتة، ولا يمكن لأحد منا أن ينسب الكمال لنفسه، حتى الذين يبذلون أقصى جهدهم في الطاعة، لا يصلون إلى الكمال، فالكمال لله وحده، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».
ويصف الله سبحانه وتعالى الإنسان في القرآن الكريم: {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ الله لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإنسان لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم: 34] ولذلك أراد الحق سبحانه وتعالى ألا تمنعنا المعصية عن أن ندخل إلى كل عمل باسم الله، فعلّمنا أن نقول: {بِسْمِ الله الرحمن الرحيم}، لكي نعرف أن الباب مفتوح للاستعانة بالله، وأن المعصية لا تمنعنا من الاستعانة في كل عمل باسم الله، لأنه رحمن رحيم، فيكون الله قد أزال وحشتك من المعصية، في الاستعانة به سبحانه وتعالى.
ولكن الرحمن الرحيم في الفاتحة مقترنة برب العالمين، الذي أوجدك من عدم.. وأمدك بنعم لا تعد ولا تحصى، أنت تحمده على هذه النعم التي أخذتها برحمة الله سبحانه وتعالى في ربوبيته، ذلك أن الربوبية ليس فيها من القسوة بقدر ما فيها من رحمة.
والله سبحانه وتعالى رب للمؤمن والكافر، فهو الذي استدعاهم جميعا الى الوجود. ولذلك فإنه يعطيهم من النعم برحمته.. وليس بما يستحقون.. فالشمس تشرق على المؤمن والكافر.
المصدر:
تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي.