خواطر إيمانية
الشيخ محمد متولي الشعراوي (رحمه الله)
الخاطرة الرابعة
الله سبحانه وتعالى رب للمؤمن والكافر، فهو الذي استدعاهم جميعاً إلى الوجود، ولذلك فإنه يعطيهم من النعم برحمته، وليس بما يستحقون، فالشمس تشرق على المؤمن والكافر، ولا تحجب أشعتها عن الكافر، وتعطيها للمؤمن فقط، والمطر ينزل على من يعبدون الله، ومن يعبدون أوثاناً من دون الله، والهواء يتنفسه من قال لا إله إلا الله ومن لم يقلها.
وكل النعم التي هي من عطاء الربوبية لله، هي في الدنيا لخلقه جميعاً، وهذه رحمة، فالله رب الجميع من أطاعه ومن عصاه، وهذه رحمة، والله قابل للتوبة، وهذه رحمة.
وقد جعل الله رحمته تسبق غضبه، وهذه رحمة تستوجب الشكر، فإذا انتقلنا إلى قوله تعالى: {الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين} فالله محمود لذاته ومحمود لصفاته، ومحمود لنعمه، ومحمود لرحمته، ومحمود لمنهجه، ومحمود لقضائه، الله محمود قبل ان يخلق من يحمده.
ولذلك فإننا نحمد الله سبحانه وتعالى على أنه علمنا كيف نحمده، وليظل العبد دائماً حامداً، ويظل الله دائماً محموداً، فالله سبحانه وتعالى قبل أن يخلقنا خلق لنا موجبات الحمد من النعم، فخلق لنا السماوات والارض وأوجد لنا الماء والهواء. ووضع في الأرض أقواتها الى يوم القيامة.. وهذه نعمة يستحق الحمد عليها لأنه جل جلاله جعل النعمة تسبق الوجود الانساني، فعندما خلق الانسان كانت النعمة موجودة تستقبله.
المصدر:
تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي.