الإسلام هو دين جميع الأنبياء والرسل (عليهم السلام)
مختارات من كتاب الأنبياء الملوك ...
بقلم: د. علي محمد الصلابي ...
الحلقة (41)
أ- نوح (عليه السلام) كان مسلماً:
قال تعالى: ﴿فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [يونس: 72]:
وإن في قول نوح: ﴿وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾، دليل على أن الإسلام كان دين من كان قبله، وأن ما قاله نوح هو عين ما قاله محمد ﷺ خاتم النبيين إذ قال: ﴿إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ﴾ [الرعد: 36]
فقد أمر خاتم النبيين أن يكون من المسلمين، كالذين سبقوه من المؤمنين برسالة الدين الإسلامي، كنوح والنبيين من قبل نوح، والنبيين من بعد نوح، كما سنبيّن بإذن الله.
ب- إبراهيم (عليه السلام) كان ممن حمل رسالة الإسلام بعد نوح:
قال تعالى: ﴿وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [البقرة: 130].
جـ- إسماعيل (عليه السلام) يحمل رسالة الإسلام مع إبراهيم:
قال تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: 127].
د- دين لوط (عليه السلام) هو الإسلام:
ذكر الله تعالى أن لوطاً (عليه السلام) آمن بالإسلام الذي آمن به إبراهيم، قال تعالى: ﴿فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [العنكبوت: 26].
وصرح الله تعالى بأن دين لوط هو الإسلام في قوله تعالى في مناسبة إهلاك قريته: ﴿فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الذاريات: 35].
ه- إسحاق ويعقوب والأسباط مسلمون:
قال تعالى: ﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)﴾ [البقرة: 132 - 133].
و- يوسف (عليه السلام) كان مسلماً:
كان يوسف (عليه السلام) مسلماً يدعو ربه أن يميته على الإسلام، قال تعالى: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: 101].
ز- موسى (عليه السلام) يدعو قومه إلى الإسلام:
وكان موسى (عليه السلام) يعتنق الإسلام ويدعو قومه إليه، قال تعالى: ﴿وَقَالَ مُوسَى يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ﴾ [يونس: 84]. ولقد بيّن الله أن سحرة فرعون آمنوا برسالة الإسلام التي جاء بها موسى (عليه السلام)، إذ قالوا لفرعون حين هدّدهم بالقتل: ﴿قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ﴾ [الأعراف: 125 - 126].
حـ- أنبياء بني إسرائيل يدعون إلى الإسلام:
ذكر الله أن أنبياء بني إسرائيل يدينون بالإسلام، وهو قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: 44]. وتبيّن الآية الكريمة أن الربانيين والأحبار كانوا كذلك مسلمين.
ط- داوود وسليمان يدعوان إلى الإسلام:
قال تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ﴾ [النمل: 16]. ثم ذكر الله سبحانه وتعالى أن سليمان (عليه السلام) بعث إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام، دين التوحيد الخالص، وذلك في رسالة أرسلها إلى ملكتهم: ملكة سبأ، إذ كانت هي وقومها ﴿يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ﴾ [النمل: 24]. وأخبر الله تعالى أن بلقيس ملكة سبأ تلت هذه الدعوة على قومها، قال تعالى: ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)﴾ [النمل: 29 - 30].
وذكر الله تعالى أن ملكة سبأ اعتنقت الإسلام، قال تعالى: ﴿قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [النمل: 44].
أي: المسيح عيسى ابن مريم يدعو إلى اعتناق الإسلام:
أرسل الله تعالى المسيح عيسى ابن مريم (عليه السلام) برسالة الإسلام، فكان يدعو قومه إلى اعتناق هذا الدين المؤسس على الاعتراف بالخالق ووحدانيته، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 52]. وذكر الله تعالى أنه هو الذي أوحى إلى الحواريين باعتناق الإسلام، وهو قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ﴾ [سورة المائدة: 111].
وطبيعي بأن الحواريين ظلوا يدعون الناس إلى الإسلام بعد المسيح، فآمن منهم من آمن، وكفر منهم من كفر، وظل المؤمنون منهم معتنقين الإسلام مؤمنين بالله الذي لا إله إلا هو، لا يحيدون عن دين التوحيد الحقيقي، يتوارثون هذه العقيدة الصحيحة جيلا بعد جيل، حتى أدركوا زمن خاتم النبيين.
مراجع الحلقة:
- الأنبياء الملوك، علي محمد محمد الصلابي، الطبعة الأولى، دار ابن كثير، 2023، ص 196-201.
- الارتباط الزمني والعقائدي بين الأنبياء والرّسل، محمد وصفي، دار ابن حزم، بيروت، ط1، 1997م، ص323.
لمزيد من الاطلاع ومراجعة المصادر للمقال انظر:
كتاب الأنبياء الملوك في الموقع الرسمي للشيخ الدكتور علي محمد الصلابي