الخميس

1446-06-25

|

2024-12-26

خواطر الشيخ الشعراوي

الخاطرة 14

يريد الله تبارك وتعالى أن يحرر المؤمن من ذل الدنيا، فيطلب منه أن يستعين بالحي الذي لا يموت، وبالقوي الذي لا يضعف، وبالقاهر الذي لا يخرج عن أمره أحد، وإذا استعنت بالله سبحانه وتعالى، كان الله جل جلاله بجانبك، وهو وحده الذي يستطيع أن يحول ضعفك إلى قوة وَذُلك إلى عز، والمؤمن دائماً يواجه قوي أكبر منه، ذلك أن الذين يحاربون منهج الله يكونون من الأقوياء، ذوي النفوذ، الذي يحبون أن يستعبدوا غيرهم، فالمؤمن سيدخل معهم في صراع، ولذلك فإن الحق، يحض عباده المؤمنين، بأنه معهم في الصراع، بين الحق والباطل، وقوله تعالى: (وإياك نستعين) مثل: (إياك نعبد).. أي نستعين بك وحدك وهي دستور الحركة في الحياة، لأن استعان معناها طلب المعونة، أي أن الانسان استنفد أسبابه ولكنها خذلته، حينئذ لابد أن يتذكر أن له رباً لا يعبد سواه، لن يتخلى عنه بل يستعين به، وحين تتخلى الأسباب فهناك رب الأسباب، وهو موجود دائماً، لا يغفل عن شيء ولا تفوته همسة في الكون، ولذلك فإن المؤمن يتجه دائماً إلى السماء، والله سبحانه وتعالى يكون معه.

المصدر:

تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي.


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022