خواطر الشعراوي
الخاطرة 13
الله جل جلاله يريد تصوير الايمان تصويرا كماليا بأن الايمان بالله قمة ابتداء والايمان باليوم الآخر قمة انتهاء، فمن لم يؤمن بالآخرة وأنه سيلقى الله وسيحاسبه، وأن هناك جنة ينعم فيها المؤمن، وناراً يعذب فيها الكافر يكون إيمانه ناقصاً، ويكون قد اقترب من الكافر الذي جعل الدنيا غايته وهدفه.
فالمؤمن يتبع منهج الله في الدنيا ليستحق نعيم الله في الآخرة.. فلو أن الآخرة لم تكن موجودة، لكان الكافر أكثر حظا من المؤمن في الحياة، لأنه أخذ من الدنيا ما يشتهيه ولم يقيد نفسه بمنهج، بل أطلق لشهواته العنان، بينما المؤمن قَيَّدَ حركته في الحياة طبقا لمنهج الله وتعب في سبيل ذلك. ثم يموت الاثنان وليس بعد ذلك شيء، فيكون الكافر هو الفائز بنعم الدنيا وشهواتها. والمؤمن لا يأخذ شيئا، والأمر هنا لا يستقيم بالنسبة لقضية الايمان، ولذلك كان الايمان بالله قمة الايمان بداية والايمان بالآخرة قمة الايمان نهاية.131
المصدر:
تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي.