الجمعة

1446-06-26

|

2024-12-27

خواطر الشيخ الشعراوي

الخاطرة 12

يقول الحق سبحانه وتعالى: {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} فكون الله هو الذي حدد المطلوب ودلنا على الطريق اليه فهذه قمة النعمة، لأنه لم يترك لنا أن نحدد غايتنا ولا الطريق اليها، فرحمنا بذلك مما سنتعرض له من شقاء في أن نخطئ ونصيب بسبب علمنا القاصر، فنشقى وندخل في تجارب، ونمشي في طرق ثم نكتشف أننا قد ضللنا الطريق، فنتجه الى طريق آخر فيكون أضل وأشقى، وهكذا نتخبط دون أن نصل الى شيء، وأراد سبحانه أن يجنبنا هذا كله فأنزل القرآن الكريم، كتابا فيه هداية للناس وفيه دلالة على أقصر الطرق لكي نتقي عذاب الله وغضبه.

أي أن هذا القرآن هدى للجميع، فالذي يريد أن يتقي عذاب الله وغضبه يجد فيه الطريق الذي يحدد له هذه الغاية فالهدى من الحق تبارك وتعالى للناس جميعا، ثم خص من آمن به بهدى آخر، وهو أن يعينه على الطاعة، إذن فهناك هدى من الله لكل خلقه وهو أن يدلهم سبحانه وتعالى، ويبين لهم الطريق المستقيم، هذا هو هدى الدلالة، وهو أن يدل الله خلقه جميعا على الطريق إلى طاعته وجنته.


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022