السؤال
هل تعرض صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم في غير يوم الجمعة؟
الجواب
الحمد لله.
صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم تبلغه في كل وقت، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة.
وعن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ) النسائي (1282)، وصححه الألباني في "صحيح النسائي" (1215).
وعن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ) رواه أبو داود (2041)، وجوّد اسناده العراقي في "تخريج الإحياء" (2 / 764)، وحسنه الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" (1779).
ثانياً:
عرض صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة عرض خاص له مزيته، فالفضيلة العامة إذا خصصت بالحث عليها بزمان أو مكان أو حال، دلّ على أنّ لها مزية خاصة فيها. وقد ندرك تلك المزايا وقد لا ندركها؛ لأن الأصل فيها الجانب التعبدي.
وقد ورد في الحديث عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ)، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ- يَقُولُونَ: بَلِيتَ؟ فَقَالَ: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ) أبو داود (1047)، وصححه الألباني.
ومما تلمسه بعض أهل العلم في ميزة ومزية العرض الخاص الذي جاء تعليلا للحث على الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ما يلي:
1- أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل العبادات، وهي في الجمعة أفضل من غيرها؛ لاختصاصها بتضاعف الحسنات إلى سبعين على سائر الأوقات، والفاء في قوله: (فإن صلاتكم معروضة عليّ) تعليل للتفريع المذكور؛ أي: هي معروضة عليّ كعرض الهدايا على من أهديت إليه، فهي من الأعمال الفاضلة ومقربة لكم إليّ؛ كما تُقرّب الهديةُ المهديَ إلى المهدى إليه، وإذا كانت بهذه المثابة .. فينبغي إكثارها في الأوقات الفاضلة؛ فإن العمل الصالح يزيد فضلًا بواسطة فضل الوقت، فيعرض على النبي صلاة خير من صلوات باقي الأيام. انظر "شرح سنن ابن ماجه للهرري" (7/49).
2- أنّ يوم الجمعة يوم مشهود من الملائكة، وشهود الملائكة في يوم الجمعة يجعل للصلاة عليه مزية عن غيره من الأيام. فيكون العرض منهم أبلغ منه في سائر الأيام، وفي لفظ ابن ماجه عن أبي الدرداء: "أكثروا من الصلاة عليّ يوم الجمعة؛ فإنه مشهود تشهده الملائكة" انظر:" "شرح سنن أبي داود لابن رسلان" (7/351).
3-أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم دعاء، وفي الجمعة ساعة يرجى فيها الإجابة، فمن تمام الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، والمعرفة بحقه: أن يدعى بالصلاة عليه في هذه الأوقات؛ فيعرض على النبي صلاة عليه مرجوة الإجابة.
4-أن يوم الجمعة خُص بزيادة فضل لبعض العبادات، كالمشي إلى الصلاة، والدعاء، وقراءة سورة الكهف، فكذا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة لها فضيلة خاصة، فيعرض على النبي صلاة خير من صلوات باقي الأيام.
والله اعلم.
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب