" المشارق والمغارب " إِشارة علمية في القرآن الكريم
الحلقة الواحدة والثلاثون
بقلم الدكتور: علي محمد محمد الصلابي
جمادى الأول 1441ه/يناير 2020م
المشارق والمغارب: قال تعالى:" فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ" (المعارج، آية : 40)
جاء ذكر المشرق والمغرب في القرآن الكريم بالإفراد والتثنية والجمع في أحد عشر موضعاً على النحو التالي:
أولاً: بالإفراد: جاء ذكر المشرق والمغرب في ست آيات قرآنية كريمة هي كما يلي:
ـ " وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (البقرة، آية : 115).
ـ " سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" (البقرة، آية : 142).
ـ " لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ" (البقرة، آية : 177).
ـ " قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(البقرة، آية : 258).
ـ " قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ" (الشعراء، آية : 28).
ـ " رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا" (المزمل، آية : 9).
وجاء ذكر المشرقين أو ذكر المغربين مرتين في كتاب الله على النحو التالي:
ـ " حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ" (الزخرف ، آية : 38).
ـ " رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ" (الرحمن، آية : 17).
وجاء ذكر المشارق وحدهما مرة وذكر المشارق والمغارب مرتين في كتاب الله على النحو التالي:
ـ " رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ" (الصافات، آية : 5).
ـ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا" (الأعراف، آية : 137).
ـ " فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ" (المعارج، آية : 40).
ـ المدلول العلمي للآية الكريمة:
بتبادل الأيام والفصول على الموقع الواحد في كل سنة وبتعدد المواقع على خط العرض الواحد مع تعدد خطوط الطول، وعلى خط الطول الواحد بتعدد خطوط العرض وبتعدد كل ذلك تتعدد المشارق والمغارب تعدداً مذهلاً فسبحان الذي أقسم برب المشارق والمغارب فقال :" فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ"
ونتيجة لدوران الأرض حول محورها، انبعجت قليلاً عند خط الاستواء وتفلطحت قليلاً عند القطبين ونتيجة لذلك أصبح لكل من المشارق والمغارب العديدة نهايتان تمثلان أقصى زمانين ومكانين لكل من شروق الشمس وغروبها على أقصى بقعتين من بقاع الأرض تمثل كل منهما مرة أقصى الشروق ومرة أقصى الغروب، ومن هنا كان للأرض مشرقان ومغربان، فسبحان القائل " رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ" (الرحمن، آية : 17).
ومن هنا جاءت الإشارة في كتاب الله إلى كل من المشرق والمغرب بالأفراد وبالمثنى وبالجمع تأكيداً على العديد من حقائق الأرض، وحقائق أجرام السماء وهي حقائق لم تدرك إلا في زمن العلم الذي نعيشه.
المصادر والمراجع:
* القرآن الكريم
* علي محمد محمد الصلابي، المعجزة الخالدة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم براهين ساطعة وأدلة قاطعة، دار المعرفة، صفحة (142:140).
* زغلول النجار، من آيات الإعجاز العلمي في الأرض، صفحة (502).