الثلاثاء

1446-11-01

|

2025-4-29

سليمان (عليه السلام) مؤيدٌ من الله تعالى

مختارات من كتاب الأنبياء الملوك (عليهم السلام)

بقلم: د. علي محمد الصلابي ...

الحلقة (90)

 

من صفات سليمان (عليه السلام) أنه مؤيد من الله تعالى، وهذه المؤيدات منها ما اختصه الله به من آيات الآفاق والكون، وهذا في جانب (التسخير)، ومنها ما كان مختصاً بآيات الأنفس والملكات والمواهب الربانيّة للإنسان في نفسه وهذه في جانب التمكين.

وفيما يلي تفصيل هذين النوعين:

أ- التسخير:

- تسخير الرياح قال تعالى:﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ﴾ [الأنبياء: 81]، ووصف الله سرعة هذه الريح المسخرة وحركتها بقوله: ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ [سبأ: 12] وصفت الرياح بالرخاء ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ﴾ [ص: 36].

وفي تسخير الريح إشارة إلى إمكانية تسخير قوى الطبيعة ريحاً أو غيرها للمسلم القائم على دعوة الله وشرعه وتحقيق أهداف التمكين الرباني.

- تسخير النحاس: ﴿وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ﴾ أي: النحاس وهي إشارة إلى تسخير الله عناصر الطبيعة والأرض ومكوناتها لصاحب مشروع النهضة ولحامل هم قيادته.

- تسخير الجن والشياطين، ذلك العالم الآخر الذي احتوى عليه ملك سليمان والذي لن يكون لأحد من بعده اللهم إلا أن يؤيد الله من شاء لعباده بمن شاء من خلقه.

- تسخير ما في البحار؛ حيث سخر له الله من الشياطين من يغوصون في البحر ليستخرجوا اللؤلؤ والمرجان وكل ما ينفع.

وقد كان لهذه المؤيدات أثر كبير في تكوين النهضة التي حصلت في زمن سليمان (عليه السلام).

ب- التمكين:

فسليمان (عليه السلام) نبيّ وملك ممكن؛ فقد اختاره الله سبحانه واصطفاه ليجعله ذا شخصية قيادية وأمدّه بإمكانات روحية ومعنوية وعقلية ومادية، وميّزه وفضله على غيره ومكّن له بعد وفاة والده، فقاد مملكته بتأييد الله له. وقد بيّنّا ذلك بالتفصيل.

مراجع الحلقة:

- الأنبياء الملوك، علي محمد محمد الصلابي، الطبعة الأولى، دار ابن كثير، 2023، ص 431-433.

- القصص القرآني، د. سليمان الدقور، ص 189.

 

لمزيد من الاطلاع ومراجعة المصادر للمقال انظر:

كتاب الأنبياء الملوك في الموقع الرسمي للشيخ الدكتور علي محمد الصلابي:


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022