الأربعاء

1446-11-02

|

2025-4-30

إضاءة حول كتاب

"نشأة الحضارة الإنسانية وقادتها العِظام"

المؤلف: د. علي محمد الصّلابيّ

الحمد لله أن أتم فضله عليّ بإتمام الموسوعة التي كنت أحلم، وأعمل على إنجازها لسنوات طويلة، وهي موسوعة " نشأة الحضارة الإنسانية وقادتها العِظام"، وهم: أبو البشرية آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد (عليهم الصلاة والسلام)، وصدرت طبعتها العربية عام 1443ه/ 2022م وبدأت تصدر منها طبعات مترجمة إلى عدة لغات، وانتشرت انتشاراً واسعاً على مستوى العالم.

تعدّ هذه الموسوعة ذات أهمية كبيرة، فإنها تعرض للناس سير قادة الحضارة الإنسانية بداية من آدم عليه السلام حتى خاتمهم محمد ﷺ. وإن البشرية في أشد الحاجة لمعرفة سير الأنبياء والمرسلين (عليهم الصلاة والسلام) من خلال كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وشرح تراجمهم وأخلاقهم وأصول دعوتهم من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة، وأقوال العلماء الراسخين بأسلوب عصري يلائم المرحلة التي تمرُّ بها الإنسانية الباحثة عن إجابات شافية لتساؤلها عن الله والكون والحياة، والجنة والنار، والقضاء والقدر، والرسالات والنبوات والحضارات الإنسانية القديمة، ومتى نشأت؟ وما مصيرها؟ وسنن الله في خلقه، وأصول الأخلاق، والقيم الروحية...إلخ، وإدارة الصراع بين الحق والباطل والهدى والضلال والخير والشر والكفر والإيمان.. وغير ذلك.

موسوعة "نشأة الحضارة الإنسانية وقادتها العِظام" مشروع فكري ثقافي عقائدي ديني تاريخي، استمد معانيه وأفكاره وتفصيلاته، بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، من القرآن الكريم كما في قوله تعالى: (شرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحًا وَٱلَّذِىٓ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِۦٓ إِبْرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓ ۖ أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ ۚ).

ولأول مرة في تاريخ المكتبة الإنسانية، تُقَدم موسوعة عن الحضارة الإنسانية وفق المنهج القرآني، تتضمن من 6 مجلدات، وتضم أكثر من خمسة آلاف وخمسمئة صفحة، ونسختها متوفرة في الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلّابي.

وتتحدث الموسوعة في مجلدها الأول، عن المؤسس الأول للحضارة الإنسانية بدءاً بمفهوم التوحيد ودلائل الوحدانية والمخلوقات الأولى وسيرة أبو البشرية آدم (عليه السلام)، وذلك وفق الرؤية القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة وتفاسير العلماء الغزيرة، فالمؤسس الأول هو آدم (عليه السلام) منذ خلقه إلى نزوله على الأرض، هو وأُمُّنا حواء وتأسيس الحضارة الإنسانية الأولى وانطلاقها.

وفي المجلد الثاني، انتقلت للحديث عن مؤسس الحضارة الإنسانية الثانية، وهو سيدنا نوح (عليه السلام) وما حدث من الطوفان العظيم، وكيف نجت الإنسانية في سفينته (عليه السلام) وأسباب زوال الحضارة الإنسانية الأولى، والأُسس التي بنيت عليها الحضارة الإنسانية الثانية واتساعها وقيامها على الحق والعدل والتوحيد.

وانتقلت في المجلد الثالث إلى محطة كبرى في تاريخ الإنسانية، وهي فترة تأسيس الممالك والدول وبناء الجيوش والحكومات الذي هو عصر إبراهيم عليه السلام، في قوله تعالى: "إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا" )البقرة: 124(، وهي مدة تأسيسية مهمة في مسيرة الحضارة الإنسانية، وما تفرع من دعوة خليل الله ومن ذريته من أنبياء ومرسلين، سواءً كان في فرع إسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وهارون وداوود وسليمان (عليهم السلام)، أو الفرع الإسماعيلي ممثلاً في دعوة إسماعيل عليه السلام ثم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وهو خاتم النبيين ورسول العالمين.

أما في المجلد الرابع، فدرست مرحلة مهمة، بعد إبراهيم عليه السلام، وهي مرحلة هيمنة النظام الاستبدادي الفرعوني، ودعوة كليم الله موسى (عليه السلام)؛ عدو المستكبرين وقائد المستضعفين، وما في قصته وتجربته الدعوية، وحواراته مع الطغاة من دروس عِبر، وفوائد عقدية وروحية وإيمانية وتاريخية في مقارعة الظلم ورد الكفر، وإفراد الله بالعبادة والتوحيد.

 وفي المجلد الخامس، تناولت قصة المسيح عيسى بن مريم (الحقيقة الكاملة)، أيِ الحقيقة التي جاءت في القرآن الكريم من الناحية التاريخية والعقائدية والقيمية، والرد على الشبهات المتعلقة بقصة عيسى عليه السلام وحقيقة دعوته إلى الله وحده.

واختتم المجلد السادس في الموسوعة، بتناول سيرة إمام القادة العِظام وسيد الأولين والآخرين وخاتم النبيين والمرسلين للإنسانية محمد (صلى الله عليه وسلم)، في كتاب عنونته بـاسم "السيرة النبوية؛ عرض وقائع وتحليل أحداث: دروس وعِبر"، فكانت تجربة عظيمة سواءً الدعوة النبوية السرية والعلنية، ومجابهة الشرك، والانتقال الدعوي إلى الطائف والحبشة والمدينة، والمراحل التي مرَّ بها، والسُّنن التي تعامل معها؛ كسنة الابتلاء والتدرج وتغيير النفوس والأخذ بالأسباب والتمكين لدين الله، والأحداث التي ذُكرت في القرآن الكريم كالغزوات الخالدة، مثل غزوة بدرٍ الكبرى في سورة الأنفال، وغزوة أحد في سورة آل عمران، وغزوة تبوك في سورة التوبة، وبني النظير في الحشر، وفتح مكة  في سورة الفتح، وما جاء من السيرة في الأحاديث الصحيحة الثابتة، وكل ما يتعلق بسيرة ومغازي ودعوة الرسول الكريم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) في كتب التفسير والتراجم والطبقات والأعلام وأهل الحديث.

إن أولئك القادة العِظام هم رُسل الله تبارك وتعالى إلى الناس لهدايتهم، وتعريفهم بحقيقة وجودهم، وسبب خلقهم، ألا وهي عبادة الله وحده، وهذه هي الحقيقة والقول الفصل، وجوهر وقيمة الرسالات السماوية والدعوات التوحيدية. 

 

للاطلاع على موسوعة نشأة الحضارة الإنسانية وقادتها العظام يمكن الاطلاع على الرابط التالي:

ttps://drive.google.com/drive/folders/13O8wO68mSfhNUKF_qF7-HtDlMP7jz9xJ


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022