الأربعاء

1446-11-02

|

2025-4-30

إضاءة في كتاب

"الإيمان بالرسل والرسالات"

 

بقلم: د. علي محمد الصَّلاَّبي

 

كان هذا الكتاب "الإيمان بالرسل والرسالات"، أحد القواعد الأساسية التي استندت إليها في بداية تأليفي موسوعة "أولو العزم من الرسل"، وموسوعة "نشأة الحضارة الإنسانية وقادتها العظام"، وهذا الركن هو ركن أساسي من أركان الإيمان بالله عز وجل.

ولقد رأيتُ من خلال مسيرتي في عالم التاريخ أهميةَ الإيمان للإنسان والشعوب والجماعات والأمم، وقد حرصتُ على أن يكون أسلوبُ هذه السلسلة واضحاً، معتمداً على الأدلةِ من القرآن والسنة الصحيحة، وابتعدتُ كلَّ البعدِ عن مناهجِ الفرق الكلامية، والمذاهب الفلسفية، والمسائلِ الجدلية العقيمة.

 

وهذه السلسلةُ "أركان الإيمان"، تهدف إلى مخاطبة العقول، وإحياء القلوب، وتحريك فطرة الإنسان، وربط الناس بالخالق العظيم، وبيان ما يجبُ على المكلّف النبيل فضلاً عن الفاضل الجليل، وقد كُتِبَتْ بطريقةٍ يستفيدُ منها العالم، وطالبُ العالم، وعوامُّ الناس، ومن أشغلتهم زحمةُ الحياة عن البحث والتنقيب، فهذه زبدةُ سنين من العكوف على مئات المصادر والمراجع القديمة والحديثة، تقدَّم بين يدي القارأى الكريم.

 وإن المنهجية التي سرت عليها قد خضعتْ لمناقشاتٍ وحواراتٍ مع العلماء والفقهاءِ وطلاّبِ العلم، وبعضِ العلماء الذين استفدتُ من توجيهاتهم وأفكارهم منهم الدكتور يوسف القرضاوي، والدكتور سلمان العودة، والدكتور عائض القَرَني الذي كان يمازحني ويقول لي: إنّ الله عزّ وجل يوم القيامة لن يسأل الأفارقة ولا غيرهم عن السلاجقة والزنكيين والأيوبيين والتتار، ولكن سيسألهم عن التوحيد والإيمان، وكان يشجّعني بقوّةٍ للاهتمام بالتفسير، والحرص على الطرح القرآني والنبوي الكريم، وكذلك الدكتور محمد طاهر البرزنجي وغيرهم من الأخوة الكرام والسادة العلماء والمفكرين فلهم مني الدّعاء الصالح في ظهر الغيب.

 فهذه السلسلة «أركان الإيمان» كانت فكرةً، وأصبحت حقيقةً بفضل الله وتوفيقه، وهي الآن في متناول الدعاة والخطباء والعلماء والساسة ورجال الفكر وطلاب العلم وعموم الناس، لعلّهم يستفيدون منها في حياتهم، وبعد مماتهم.

هذا وقد قمت بتقسيم هذا الكتاب إلى فصولٍ:

فالفصل الأول: كان الحديث فيه عن مفهوم النبوة والرسالة والفرق بينهما، وتعريف النبي والرسول، والفرق بين الرسول والنبي.

وفي الفصل الثاني: تكلّمتُ عن وجوب الإيمان بالرسل، وموجز تاريخهم.

والفصل الثالث: تضمّن خصائصَ وسماتِ دعوة الأنبياء، وتفاضلهم فيما بينهم.

والفصل الرابع: أشرتُ فيه إلى جوانب الاقتداء بهدي الأنبياءِ عليهم الصلاة والسلام.

وفي الفصل الخامس: فصّلتُ الحديثَ عن الوحي، وإثبات النبوة، والمعجزات.

وفي الفصل السادس: لخّصت فيه خصائص الرسالة المحمدية، وحقوقَ النبيَّ (ﷺ) على أمته.

ومن ثم الخاتمة.

 هذا، وقد انتهيت من هذا الكتاب يوم 24 ذي الحجة 1431هـ/ 30/11/2010م في تمام الساعة السادسة إلا ربع بعد صلاة المغرب بتوقيت الدوحة.

 والفضل لله من قبلُ ومن بعدُ، وأسأله سبحانه وتعالى أن يتقبّلَ هذا العملَ قبولاً حسناً، وأن يكرمنا برفقة النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين.

قال تعالى: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *﴾ [فاطر: 2].

 

الدروس والعِبر من الكتاب:

 

  • إن جميع الأنبياء والمرسلين من أولهم أبينا آدم، مروراً بموسى وعيسى، وحتى آخرهم سيدنا محمد (عليهم الصلاة والسلام) كانت دعواتهم إلى توحيد الله، وإخلاص العبودية له. وجميع الرسل والأنبياء ركزوا جهودهم على إثبات وحدانية الله تعالى ووجود الصانع المدبر الحكيم وتحقيق العبودية لله تعالى ومحاربة الشرك بأنواعه وأشكاله.
  • الصدق هو محور النبوة، ومدار ارتكازها، فكل ما ينطق به الأنبياء صدق خالص،  ولا يمكن أن يجافي الواقع أو الحقيقة.
  • إن مهمة الرسل الأولى التي كلفهم الله تعالى بها إلى الأمم ليخرجوهم من الظلمات إلى النور:هي التبليغ الذي أوجبه الله تعالى عليهم بمقتضى اصطفائهم للرسالة التي حملهم إياها.
  • الرسل معصومون فيما يبلغون عن الله  فهم لا يخطئون في التبليغ عن الله  ولا يخطئون في تنفيذ ما أوحى الله به إليهم، عصمهم الله من الخطأ في هذه وتلك، وذلك من خصوصياتهم.
  • الأنبياء يتسمون بالطهر والنزاهة والقداس، وهم النموذج الحي والصورة المثلى للكمال الإنساني، ومن ثم فهم معصومون عن الآثام، ومنزّهون عن الوقوع في المعاصي.


 

  كتاب الإيمان بالرسل والرسالات، متوفر على الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي على الرابط التالي:

http://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/646

 


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022