حائط البراق أم حائط المبكى!؟
مختارات من كتاب الأنبياء الملوك (عليهم السلام)
بقلم: د. علي محمد الصلابي
الحلقة (132)
الاعتقاد السائد هو أنّ حائط البراق جزء من الحائط الخارجي للهيكل الذي رسمه هيرودس ودمره تيتوس القائد الروماني (70م)، وهو عبارة عن حائط كبير مبني من حجارة ضخمة. ويعتقد المؤرخون المسلمون أنه المكان الذي ربط عنده جبريل –ملك الوحي- براق الرسول محمد ﷺ ليلة الإسراء والمعراج، ومن هنا جاء اسمه الإسلامي (حائط البراق)، ولا يزال حتى اليوم جزءاً من الحرم القدسي، وتحديداً هو جزء من جداره الغربي.
وقد ذكر الإمام البيهقي أن رسول الله ﷺ قال: «ثم انطلق بي جبريل حتى دخلنا المدينة -بيت المقدس- من بابها اليماني فأتي قبلة المسجد -الأقصى- فربط بها دابته، ودخلنا المسجد من باب فيه تميل الشمس والقمر» (العريفي، 1566).
فقال أبو بكر: صفها لي يا رسول الله فقال ﷺ: «هي كذه وكذه»، قال أنس: كان أبو بكر قد رآها.
عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: عن رسول الله ﷺ: «أتيت بالبراق، فركبت حتى أتيت بيت المقدس، فربطته بالحلقة التي تربط بها الأنبياء، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم عرج بي إلى السماء» (العريفي، 2/356).
ويقول الدكتور عبد الوهاب المسيري عن حائط المبكى: (حائط المبكى) هو الحائط الغربي ويسميه المسلمون (حائط البراق)، يقال إنه جزء من السور الخارجي الذي بناه هيرود، ليحيط بالهيكل والمباني الملحقة به، ويعتبر من أقدس الأماكن عند اليهود في الوقت الحاضر، يبلغ طوله مائة وستين قدماً، وارتفاعه ستون قدماً، سُمي باسم حائط المبكى لأن الصلوات حوله تأخذ شكل عويل ونواح. وجاء في الأساطير اليهودية أن الحائط نفسه يذرف الدموع في التاسع من آب (أغسطس)، يوم هدم الهيكل على يد تيتوس، والتاريخ الذي بدأت تقام فيه الصلوات بالقرب من الحائط غير معروف. وحتى القرن السادس عشر تجد أن المصادر التي تتحدث عن يهود القدس تشير إلى ارتباطهم بموقع الهيكل وحسب.
كما يبدو أنه أصبح محل قداسة بدءاً من1520م بعد الفتح العثماني وهجرة اليهود الماراتو حملة لواء النزعة الحلولية المتطرفة في اليهودية، فالنزعة الحلولية تظهر دائماً في شكل تقديس الأماكن والأشياء، كما أن وجودهم داخل التشكيل الحضاري الإسلامي ترك أثره العميق فيهم فشعيرة الحج إلى مكة والطواف حول الكعبة وجدت صداها في تقديس حائط المبكى (المسيري، 1/1413).
مراجع الحلقة:
1. العريفي، سليمان، عقيدة أهل الإيمان في هيكل نبي الله سليمان، (2/356).
2. المسيري، هبدالوهاب، موسوعة المسيري في اليهود واليهودية والصهيونية (1/1413).
لمزيد من الاطلاع ومراجعة المصادر للمقال انظر:
كتاب الأنبياء الملوك في الموقع الرسمي للشيخ الدكتور علي محمد الصلابي: