الأحد

1446-11-06

|

2025-5-4

إضاءات قرآنية:

سورة الأنفال .. سبب تسميتها ونزولها وفضلها

د. علي محمد الصلابي

تعدّ سورة الأنفال إحدى السور المدنية، ويبلغ عدد آياتها خمساً وسبعين، كما أنّها تعدّ السورة الثامنة بين السور في ترتيب المصحف، وأطلق عليها بعض الصحابة سورة بدر. وسُمّيت بالأنفال لسؤال الصحابة عن أحكام الأنفال وهي الغنائم، والتي تمَّ ذكرها في الآية الأولى منها، الأنفال هي الغنائم التي يتم الحصول عليها من الحرب، وقد سمّيت غزوة الأنفال بهذا الاسم لحديثها في عدّة مواضع عن الغنائم التي حصل المسلمون عليها من غزوة بدر، حيث قال الله تعالى في أول سورة الأنفال: (يَسأَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ).

سبب النزول:

نزلت سورة الأنفال في رمضان من السنة الثانية للهجرة، بعد تمام النصر للمسلمين في غزوة بدر التي كانت بلا شكّ المعركة الفاصلة بين الحقّ والباطل، والتي كانت ذات تأثير عظيم في تاريخ الإسلام، وقد كانت بداية نزولها قبل انصراف المسلمين من بدر.

ويعدّ السبب الرئيسي والمباشر لنزول سورة الأنفال هو معالجة وتوضيح بعض الأمور التي وقعت قبل غزوة بدر وبعدها، ومنها: كراهة بعض المسلمين للخروج إلى بدر والقتال هناك، واختلاف وجهات النظر بين المسلمين في كيفية التعامل مع الأسرى بقبول الفداء منهم أو قتلهم، وتعدّد آراء المسلمين في قسمة الغنائم، بعد أن كانوا قد انقسموا أثناء غزوة بدر إلى فرقتين: الأولى كانت تقاتل المشركين وتأسر منهم، وأمّا الثانية فكانت تدافع عن رسول الله وتوفر الحماية له، فوقع الخلاف بينهم على الفرقة المُستحِقَّة للغنائم.

فضلــها:

أنها من المثاني التي أوتيها النبي مكان الإنجيل: عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله : (أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، ومكان الإنجيل المثاني) [أخرجه أحمد]

موضوعات سورة الأنفال:

تناولت سورة الأنفال العديد من الموضوعات، ومنها ما يأتي:

  • بدأت بذكر أحكام الغنائم ومصارفها وقسمتها، ثُمّ الأمر بالتقوى وطاعة الله ورسوله، وإصلاح ذات بين المُسلمين، ووعد الصحابة بالنصر على أعدائهم عند خُروجهم لمُلاقاتهم، وأمرها للمسلمين بالوحدة والنهي عن التفرُق.
  • تربية المُسلمين على العقيدة السليمة؛ والتي تكون بطاعة الله ورسوله، وتذكيرهم بما في أعدائهم من صفات؛ كالمكر والجُحود، كما بيّنت السورة الكريمة المنهاج الذي يجب على المُسلم السير عليه في الحرب والسلم.
  • ذكرها للبشارات التي تُشعر المؤمنين باستجابة الله لدعائهم في النصر على أعدائهم، كما تناولت النهي عن خيانة الله ورسوله، وخيانة الأمانة.
  • بيان أنّ المرجع في الأحكام الشرعية هو الله تعالى ورسوله .

 

المراجع:

1- جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 185، جزء 3.

2- سعيد حوَّى، الأساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة: دار السلام، صفحة 2105، جزء 4.

3- محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، القاهرة: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 7، جزء 6.

4- منصور السمعاني، تفسير القرآن (الطبعة 1)، الرياض: دار الوطن، صفحة 246-247، جزء 2.


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022