الأحد

1446-06-21

|

2024-12-22

صبر المرأة المسلمة: رمز الإيمان والثبات

 

قدمت المرأة المسلمة عبر التاريخ الإسلامي نماذج مشرفة من الصبر والإيمان، فكانت حقاً مثالاً للثبات والتوكل.

أم سلمة (رضي الله عنها): عند وفاة زوجها أبي سلمة، صبرت واحتسبت، ودعت بالدعاء النبوي: "اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها"، فاستجاب الله، ورفع قدرها حتى كانت زوجة لرسول الله ﷺ تكريماً لصبرها وإيمانها.

أسماء بنت عميس (رضي الله عنها): هاجرت مرتين، إلى الحبشة ثم إلى المدينة، تحملت مشاق الهجرة وفراق الأهل، صابرة محتسبة، حتى دعا لها النبي ﷺ بتمام الأجر، وامتدحها كرفيقة مؤمنة ثابتة.

صفية بنت عبد المطلب (رضي الله عنها): في غزوة الخندق، عندما اقترب العدو من الحصن، وقفت شامخة صابرة، ودافعت عن المسلمين بشجاعة، لتصبح رمزاً للثبات والإقدام في أوقات الشدائد.

أم عمارة نسيبة بنت كعب (رضي الله عنها): شاركت في غزوة أحد، ووقفت بجانب النبي ﷺ حتى قال عنها: "ما التفتُّ يميناً ولا شمالاً يوم أحد إلا ورأيتها تقاتل دوني"، صبرت رغم جراحها، محتسبة الأجر في سبيل الله.

مارية القبطية (رضي الله عنها): غادرت وطنها مصر إلى المدينة، وتحملت مشقة الغربة، وواجهت صعوباتها بصبر المؤمنات، محتسبةً كل ألم عند الله.

وقد قال الله تعالى: "إنما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب" (الزمر: 10)، وقال النبي ﷺ: "عجباً لأمر المؤمن! إن أمره كله خير...". وقال إبراهيم التيمي: "ما من عبد وهب الله له صبراً على الأذى والبلاء والمصائب، إلا وقد أُوتي أفضل ما أُوتي أحد بعد الإيمان بالله" (الصبر والثواب عليه، ابن أبي الدنيا، ص 28).

هؤلاء النساء هن نماذج في الصبر الحقيقي في التاريخ الإسلامي، حملن الإيمان في قلوبهن، وكنّ مشاعل أمل وثبات في أحلك الظروف.

 

د. علي محمد الصلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022