الأحد

1446-10-29

|

2025-4-27

من كتاب الوسطية في القرآن الكريم

(تعريف القضاء والقدر والعلاقة بينهما)

الحلقة: الثالثة والأربعون

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ربيع الآخر 1442 ه/ نوفمبر 2020

أولاً: القدر في اللغة:
(مصدر: قدَر، يقدِر قدَراً. وقد تسكن داله).
قال ابن فارس: (قدر: القاف والدال والراء أصل صحيح يدل على مبلغ الشيء، وكنهه، ونهايته؛ فالقدر مبلغ كل شيء، يقال: قَدْرُه كذا؛ أي: مبلغه، وكذلك القدر، وقدَّرْتُ الشيء، أقدره، وأقدر من التقدير).
والقدر: محركة: القضاء والحكم، وهو ما يقدِّره عز وجل من القضاء، ويحكم به من الأمور.
والتقدير: التروية، والتفكير في تسوية أمرٍ. والقَدْرُ كالقَدَرِ، وجميعها جمعها: أقدار.
والقدر في الاصطلاح: (تقدير الله للكائنات حسبما سبق به علمه، واقتضته حكمته).
أو هو: (ما سبق به العلم وجرى به القلم، مما هو كائن، وأنه عز وجل قدر مقادير الخلائق، وما يكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل، وعلم سبحانه وتعالى: أنها ستقع في أوقات معلومة عنده ـ تعالى ـ وعلى صفات مخصوصة، فهي تقع على حسب ما قدَّرها).
ثانياً: القضاء في اللغة:
أ ـ القضاء في اللغة:
(هو الحكم، والصنع، والختم، والبيان، وأصله: القطع، والفصل، وقضاء الشيء، وإحكامه، وإمضاؤه، والفراغ منه، فيكون بمعنى الخلق).
ب ـ العلاقة بين القضاء والقدر:
1 ـ قيل: (المراد بالقدر التقدير، وبالقضاء الخلق، كقوله تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 12] أي: خلقهن، فالقضاء والقدر أمران متلازمان، لا ينفك أحدهما عن الآخر ؛ لأن أحدهما بمنزلة الأساس، وهو القدر، والاخر بمنزلة البناء، وهو القضاء، فمن رام الفصل بينهما؛ فقد رام هدم البناء، ونقضه).
2 ـ وقيل العكس: (فالقضاء هو العلم السابق الذي حكم الله به في الأزل، والقدر هو وقوع الخلق على وزن الأمر المقضي السابق).
قال ابن حجر العسقلاني: (وقالوا ـ أي العلماء ـ: القضاء هو الحكم الكليُّ الإجماليُّ في الأزل، والقدر جزئيات ذلك الحكم، وتفاصيله).
3 ـ قيل: إذا اجتمعا؛ افترقا بحيث يصبح لكل واحد منهما مدلول بحسب ما مرَّ في القولين السابقين، وإذا افترقا؛ اجتمعا، بحيث إذا أفرد أحدهما دخل فيه الآخر.
قوله تعالى: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً}[التوبة:47].
وقوله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} [الأنعام: 28] وروى البخاري في صحيحه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أبناء المشركين، فقال: «الله أعلم بما كانوا عاملين».
وقال صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من نفس إلا وقد علم منزلها من الجنة والنار».
يمكنكم تحميل كتاب :الوسطية في القرآن الكريم
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي
http://alsallabi.com/uploads/file/doc/29.pdf
كما يمكنكم الإطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي:
http://alsallabi.com


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022