الخميس

1446-06-25

|

2024-12-26

مستقبل الأمة الإسلامية
الحلقة: الخمسون
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ذو الحجة 1441 ه/ أغسطس 2020
 
لا خلاص للأمة الإسلامية مما هي منه إلا بالرجوع إلى الله ، واتّباع المنهج القراني ، لقد جرّب العالم الإسلامي أن يقتفيَ أثرَ الشرق أو الغرب من أجل الإصلاح ، فكانت النتيجةُ نكساتٍ تلو نكساتٍ ، والاستضعافُ مستمرٌّ في الأرض ، لا خلاصَ للأمة الإسلامية ممّا هي فيه إلا بالرجوع إلى الله ، واتباع المنهج القراني ، لقد جرّب العالم الإسلامي أن يقتفي أثرَ الشرق أو الغرب من أجل الإصلاح ، فكانت النتيجةُ نكساتٍ تلو نكساتٍ ، والاستضعافُ مستمرٌّ في الأرض والتقتيلُ والتشريدُ قائمٌ ، وتفتيت وحدةِ
المسلمين يشتدُّ يوماً بعد يوم ، ذلك أنهم ماضون في مخالفة أمر الله ، والبعد عن كتابه الكريم ، وقد أخبرهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بأنهم لن ينتصروا ، ولن ينصلحَ حالهم ، إلا بالتزام أوامر الله: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ *} [محمد : 38].
وقال تعالى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ *} [محمد : 38].
وقد ان للأمة الإسلامية أن تعرفَ هذه الحقيقة ، وتعمل بمقتضاها ، ان لها أن تدركَ أولاً أنّ ما بين يديها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم خيرٌ مما يسعون إلى اكتسابه من مناهج الجاهلية: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ *} [المائدة : 50].
وأنّ التشريع السماوي الذي يعرضون عنه هو أكملُ تشريع ، وأفضلُ تشريع ، بينما شرائع الجاهلية كلّها نقصٌ وانحرافٌ واختلالٌ ، وأنّ منهج التربية الإسلامية هو وحده الكفيل بإنشاء الإنسان الصالح ، وما سواه كله انحراف.
والبداية هي معركة النفوس ، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:، فإذا غيّر المسلمون ما بأنفسهم ، وكفّوا عن إعراضهم عن كتاب الله ، وعادوا إلى الأخذِ بمنهجهم القراني ، فسيعيدُ الله خيراتهم إليهم ـ بقدر منه وبجهدٍ يبذلونه تنفيذاً لأمر ربهم ـ فيصبحون أغنى أمة في الأرض ، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [الاعراف : 96]. ويصبحون من ثَمَّ أقوى أمة في الأرض ، فإن الغني هو الذي أنشأ القوة المادية ، التي ينتصر بها المؤمنون ، ويصبحون أداة سلامٍ في العالم المهدَّدِ بالدمار ـ لأن العالم ـ بمعسكريه إنّما يتنازعُ على امتلاكنا نحنُ ، امتلاك خيراتنا ، واستعبادنا ، وكسر شوكتنا ، فيوم نكونُ أصحابَ ثرواتنا ، ومُلاّك أنفسنا ، فسنكوِّن القوّةَ التي تمنعُ النزاع في الأرض ، أو في القليل يكون نزاعهم خارجاً عنا ، وليس واقعاً علينا كما هو اليوم.
 
يمكنكم تحميل -سلسلة أركان الإيمان- كتاب:
الإيمان بالرسل والرسالات
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022