الإثنين

1446-06-22

|

2024-12-23

اليوم يوم بر ووفاء (1)
الحلقة الثانية والأربعون من كتاب
مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)
ربيع الآخر 1443 هــ / نوفمبر 2021


 يوم الفتح: 
جاء في «الصحيح» أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة دخل الكعبة وفيها ثلاثمئة وستون صنمًا، فجعل يطعنها بعود في يده، فتتهاوى وتتساقط واحدًا بعد الآخر وهو يقول: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ، إنَّ الْبَاطِلَ كانَ زَهُوقًا، جَاءَ الْـحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ».
هذا الموقف التاريخي العظيم المتمثل في فتح مكة كان في السنة الثامنة من الهجرة، ولم يكن هذا الموقف العظيم فتحًا لمكة البلد الحرام فحسب، وإنما كان تتويجًا لدينونة الجزيرة العربية كلها لدين الإسلام، وإيذانًا بانتقال الإسلام إلى مرحلة أخرى من المجاهدة والفتح والإصلاح.
لقد كانت مكة أعصى المدن على دعوة الإسلام وعلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ خرج منها بالأمس متألمًا حزينًا لفراق بلده، يلتفت إليها وهو يقول: «وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْـرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ، وَلَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ». فعزَّاه وسلَّاه ربه ومولاه فقال له:﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾ [القصص: 85] .
وها هو قد عاد صلى الله عليه وسلم، وها هي كتائب الإسلام تدخل مكة ظافرة منصورة، ومع أن هذا الفتح أعظم الفتوح، إلا أنه لم يرق فيه دم، حتى قال بعض أهل العلم: إن مكة فتحت صلحًا. وقال آخرون: بل فتحت عنوة وبالقوة والحرب. وأيًّا ما كان فإن عدد القتلى يعدون بالأصابع في هذا الفتح العظيم، وهذه إشارة كبيرة إلى أن جهاد الإسلام لم يكن يستهدف قتل الناس، وإنما يهدف إلى دينونة الناس لربهم جل وتعالى لا لغيره.


رابط تحميل كتاب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم 
http://alsallabi.com/books/view/506

كما ويمكنكم تحميل جميع مؤلفات فضيلة الدكتور سلمان العودة من موقع الدكتور علي الصَّلابي الرسمي
http://alsallabi.com/books/7


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022