الرسول العبد (1)
الحلقة الثالثة والخمسون من كتاب
مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)
جمادى الأولى 1443 هــ / ديسمبر 2021
- عبد الله ورسوله:
صلوات الله وسلامه على النبي الكريم، الذي بعثه ربه رحمة، فدان الناس بدينه، واتبعوا شريعته، حتى إن أعداءه تحول الكثير منهم إلى أتباع مؤمنين، بحكم ما جبل عليه صلى الله عليه وسلم من الرفق والحلم، فقال قائلهم:
لَعَمْرُكَ إنِّي يومَ أحـمِـلُ رايــةً *** لِتغلِبَ خَيْلُ اللَّاتِ خَـيْـلَ مُحَمَّدِ
لكالمُدْلِجِ الحَيْـرانِ أَظْلَـمَ ليلُهُ *** فهذا أوانِي حِيـنَ أَهْدِي وأَهْتَـدِي
هدَاني هادٍ غيرُ نفسـي ودلني *** معَ اللهِ مَـنْ طَرَّدْتُ كـــلَّ مُـطَـرَّدِ
أصُدُّ وأنأَى جاهدًا عنْ مُحَمَّـدٍ *** وأُدْعَى وإنْ لَـمْ أنْتَسِبْ مِنْ مُحَمَّدِ
هُمُ ما هُـمُ مَنْ لَمْ يَقُلْ بِهَواهُـمُ *** وإنْ كــان ذا رَأْيٍ يلَــمْ ويُـفَـنَّــدِ
أُرِيدُ لأُرْضِيهمْ ولَسْتُ بلائِــطٍ *** مَعَ الْقَوْمِ ما لَمْ أُهْدَ فِي كلِّ مَقْعَــدِ
فَقُلْ لِثَقيفٍ: لا أُرِيـدُ قِتالَــهـا *** وقُلْ لِثقيفٍ تِلْكَ غَيْــريَ أَوْعِــدِي
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «أنتَ طَرَدْتَنِي كلَّ مُطَرَّد؟».
آيات نبوته تلوح كالشمس في رابعة النهار ليس دونها سحاب، انظر إلى عفويته صلى الله عليه وسلم وعبوديته لله، وبعده عن كل معاني الكبرياء والعظمة التي يدعيها الناس، لقد عرف التاريخ قوادًا وملوكًا وفاتحين، وأباطرة وأكاسرة، وطالما دونت هذه السير وعرفت، ولا زالت إلى اليوم أمم الأرض تعاني من القوى الكبرى المستكبرة التي ربما تقدم للناس كلامًا جميلًا، ولكنها تقدم لهم فعلًا سيئًا بشعًا.
- آية الكسوف:
محمد صلى الله عليه وسلم كان رجلًا سمحًا سهلًا قريبًا، ويمكن أن نرى ذلك جليًّا في قصة كسوف الشمس التي رواها صاحبا «الصحيحين» وغيرهما أنه لما كسفت الشمس خرج النبي صلى الله عليه وسلم يجر رداءه فزعًا يخشى أن تكون الساعة، فصلَّى بهم صلاة طويلة بركعتين، في كل ركعة ركوعان، وقرأ بقدر سورة البقرة وآل عمران، حتى كاد بعض الناس أن يجلس، ثم سلَّم النبي صلى الله عليه وسلم وخطب بهم خطبة وقال لهم: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لاَ يَنْكَسِفَانِ لِـمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا حَتَّى تنكَشِفَ». ثم قال صلى الله عليه وسلم: «يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ».
رابط تحميل كتاب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
http://alsallabi.com/books/view/506
كما ويمكنكم تحميل جميع مؤلفات فضيلة الدكتور سلمان العودة من موقع الدكتور علي الصَّلابي الرسمي