الأحد

1446-06-21

|

2024-12-22

الرؤيا (4)

الحلقة الثانية والستون من كتاب

مع المصطفى صلى الله عليه وسلم

بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)

جمادى الأولى 1443 هــ / ديسمبر 2021

اليقظة خير من المنام:

خامسًا: إن الإنسان عنده قرآن، وحديث، وإيمان بالله سبحانه وتعالى، وعنده عقل أيضًا يستخدمه ويفكر به، ويعرف الخطأ والصواب، وماذا يفعل في هذه المواقف، وعنده إخوانه المؤمنين؛ من أهله.. من والديه.. من زملائه.. من الناصحين.. من الناس، يستشيرهم في المواقف التي تلم به، وفي الحاجات التي يتطلبها أمره، وتبقى الرؤيا مبشرة إذا كانت من الله سبحانه وتعالى، قال سبحانه وتعالى:﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ۝ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [يونس: 62-64].

قال بعض المفسرين: من البشرى: الرؤيا الصالحة، فهي تبشِّر الإنسان بخير، وقد تكون تحذيرًا أو نهيًا للإنسان عن شيء أو ما أشبه ذلك، فهذه تشكل نسبة من الرؤيا وهي موجودة وواقعة.

لا يُلعب بالنبوة:

وأخيرًا: إنه لا ينبغي أن يكون هناك مجال للعبث والتلاعب؛ فقد ورد في القرآن الكريم ما يدل على أن الرؤيا فتوى، كما في قوله تعالى:﴿قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ﴾ [يوسف: 41] .

فينبغي للإنسان أن يتوقع فيها، فلا يسأل عن كل شيء، والمعبِّر عليه أن يرفق بالآخرين؛ فلا يعبِّر لهم أشياء تخيفهم أو تزعجهم، وكم من إنسان قضى فترة طويلة من حياته وهو مهموم؛ لأنه رأى رؤيا وفسرت له تفسيرًا مرعبًا، فأصبح قلقًا مهمومًا ينتظر هذه الساعة، حتى يقيض الله تعالى له مَن يكشف عنه هذه الغمة، ويقول له: إن هذا التأويل خاطئ، ولا يمت إلى الحقيقة بسبب.

إن الكثيرين يعطون الرؤيا حجمًا كبيرًا في اعتقاد أنها رؤيا وليست حلمًا من الشيطان، ثم في السؤال عنها، ثم في تفسيرها تفسيرًا ضخمًا بعيدًا يتجاوز الحدود الطبيعية التي تتعلق بها الرؤيا، والنبي صلى الله عليه وسلم كان المرشد الأمين حين قال لأبي بكر الصديق رضي الله عنه: «أَصَبْتَ بَعْضًا، وَأَخْطَأتَ بَعْضًا».

رابط تحميل كتاب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم

http://alsallabi.com/books/view/506

كما ويمكنكم تحميل جميع مؤلفات فضيلة الدكتور سلمان العودة من موقع الدكتور علي الصَّلابي الرسمي

http://alsallabi.com/books/7


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022