الإثنين

1446-10-30

|

2025-4-28

(محاولة عماد الدين زنكي ضمِّ حمص)

الحلقة: 49

بقلم: د. علي محمد الصلابي

ربيع الأول 1444 ه/ أكتوبر 2022م

يبدو أنَّ هذه الخطوة كانت خدعة من عماد الدين زنكي ليطمئن حليفه قبل أن يضربه، وفعلاً انقلب عليه بعد ذلك، فقبض عليه، وأمره بمراسلة أهل حمص لتسليمه المدينة قبل أن يرسله إلى حلب، ثم أسرع بمهاجمتها(1). إلا أن أهالي حمص قاتلوا ببسالة كبيرة، اضطرت زنكي ـ أخيراً ـ إلى فك الحصار والعودة إلى حلب؛ حيث أرسل من هناك كلاً من خير خان، وسونج وأمرائه لكي يعتقلوا في الموصل، ثم ما لبث بوري أن أخذ يراسل زنكي مُلتمساً إطلاق سراح ابنه.

وأخيراً تمت موافقة أمير الموصل على إعادة المعتقلين إلى دمشق مقابل تسليمه دبيساً بن صدقة ـ أمير الحلة ـ الذي كان محتجزاً آنذاك في دمشق(3). أما خير خان فقد بقي في السجن حتى مقتله عام 529 هـ(4). ما لبث زنكي أن قام ـ في العام التالي ـ بهجومه الثاني على حمص، لكنه جوبه بنفس المقاومة الشديدة، فاثر الانسحاب انتظاراً لفرصة مواتية أخرى(5)، وفي السنة التالية توفي بوري حاكم دمشق، فأعقبه في الحكم ابنه إسماعيل الذي كان أكثر طموحاً، واندفاعاً من أبيه، فعزم على مهاجمة حماة، وتمكن من استردادها في شوال عام 527 هـ بعد أن أبدت حاميتها مقاومة عنيفة(6).

 

مراجع الحلقة التاسعة والأربعون:

(1) تاريخ الزنكيين في الموصل ص 117.

(2) عماد الدين زنكي ص 120.

(3) المنتظم (10/20).

(4) مفرج الكروب (1/71).

(5) عماد الدين زنكي ص 121.

(6) الاعتبار ص 97 ـ 98 عماد الدين زنكي ص 121.

يمكنكم تحميل كتاب عصر الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي بقيادة نور الدين الشهيد في مقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي

alsallabi.com/uploads/file/doc/106969.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022