الإثنين

1446-10-30

|

2025-4-28

من قصة إبراهيم خليل الله (عليه السلام) ... أشهر آلهة الكنعانيين

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 12

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ذو القعدة 1443 ه/ يونيو 2022م

عبدَ الكنعانيون الطبيعة ومظاهرها، فكان عندهم آلهة للسماء والشمس والقمر والعواصف والمطر، كما كان عندهم آلهة البحر والخصب.. إلخ، ومن أشهر آلهة الكنعانيين:

-إيل:

هو أكبر آلهة الكنعانيين، وأعلاها مقاماً في نظرهم الإله "إيل"، ويطلقون عليه لقب "الإله العلي" أو "الإله العظيم"،(1) ويقابله "آنو" في ديانات سكان بلاد ما بين النهرين، ويعتقد الكنعانيون بأن الإله "إيل" أبو الآلهة وخالق السماوات والأرض ومانح الخصب للبشر وأنه الذي يحيي الأرض بمياه الأمطار والأنهار، وكان للإله "إيل" باعتقاد الكنعانيين زوجة وهي الإلهة "عاشيرة" أو "أشيرة" إلهة البحر، ومن أولادها الإله "بعل" و"عانات".

-بعل:

وتعني لفظة بعل "الربّ"، ويسمى عند الإغريق "أدونيس"، ويعتقد الكنعانيون أنَّ الإله "بعل" إله الخصب والأمطار، وأنه منظم الكون، وأن له القدرة على جلب الويلات والخيرات في آنٍ واحد .(2)

-عشتار:

هي تمثل إلهة الخصب كما يعتقد الكنعانيون، ومن المعبودات التي كانوا يعبدونها، وهي تقابل الإلهة "عشتار" في الديانة البابلية .(3)

وقد كان المصريون يؤلّهون مظاهر الطبيعة،(4) وكانوا يرمزون لها بأجسام بشرية ورؤوس حيوانية مثل: العجول والكباش والقطط والثعابين؛ وذلك لاعتقادهم أن أرواح الآلهة تحل في أجسام تلك الحيوانات المقدسة عندهم .(5)

وقد أثبت علم المقابلة بين الأديان أنَّ عبادة القمر سابقة لعبادة الشمس، وأنَّ ربَّ الأرباب عند اليونان هو كوكب المشتري، وليس الشمس أو القمر، ولهذا يطلقون عليه اسم "جوبيتر"، ويستمدون هذا الاسم من كلمتين بمعنى أبي الآلهة، وكذلك أثبتوا عبادة الملوك .(6)

هذا وقد سبق القرآن الكريم علم مقابلات الأديان إلى أنّ عبادة الكواكب والأصنام والملوك - كانت في السابق - حقيقة واقعية، كما بيّن القرآن الكريم دعوة إبراهيم - عليه السّلام - لأصحاب هذه المعبودات إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فقد ذكر لنا الله عزّ وجل مناظرة الخليل - عليه السّلام - لقومه من عبدة الكواكب والنجوم مبيناً لهم بطلان عبادتهم لها، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78)} ]الأنعام:75-78[.

كما ذكر لنا القرآن الكريم إنكار سيدنا إبراهيم - عليه السّلام - لأبيه وقومه في عبادتهم للأصنام التي لا تنفع ولا تضر، قال تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} ]الأنبياء:52[.

كما تحدث الله عزّ وجل عن مناظرة إبراهيم - عليه السّلام - للملك المتألّه في عصره، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ]البقرة:258[، وهو ما سنتحدث عنه - إن شاء الله- عند الحديث عن دعوة إبراهيم - عليه السّلام - كما جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.(7)

مراجع الحلقة الثانية عشر:

( ) مفصل في تاريخ العرب واليهود في التاريخ، أحمد سوسة، ص120.

(2) الديانات الوضعية المنقرضة، محمد العريبي، ص.ص 182، 183.

(3) مفصل في تاريخ العرب واليهود في التاريخ، أحمد سوسة، ص133.

(4) قصة الحضارة، ول ديورانت، (2/156)

(5) هاجر المصرية أم العرب، عبد الحميد جودة السحار، ص33.

(6) إبراهيم عليه السلام في أسفار اليهود "عرض ونقد"، فاطمة بنت خالد ردمان، ص65.

(7) إبراهيم عليه السلام في أسفار اليهود "عرض ونقد"، فاطمة بنت خالد ردمان، ص66.

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي

http://alsallabi.com/uploads/books/16228097650.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022