الإثنين

1446-10-30

|

2025-4-28

(إبراهيم عليه السّلام من أولي العزم) (1)

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 23

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ذو القعدة 1443 ه/ يونيو 2022م

قال تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} ]الأحقاف:35[، أولو العزم من الرسل هم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم جميعاً، وقد كانت وصية الله تعالى لعيسى وأولي العزم من الرسل عليهم السلام ما ذكره الله تعالى في سورة الشورى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} ]الشورى:13[.

إنَّ إبراهيم - عليه السّلام - من أولي العزم الذين أقاموا الدين الذي أمر الله به من الأنبياء والمرسلين، وهذا خطاب من الله سبحانه وتعالى لأمة محمد صلّى الله عليه وسلّم، يقول لهم فيه:

- {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ} ارتضى ونهج وأوضح لكم هذا الدين.

- {مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} الذي ارتضاه ووصّاه لنوح.

- {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} فهذا الدين هو نفسه الذي ارتضاه إليك يا محمد وارتضاه لعباده.

- {وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى} ارتضى هذا الدين -أي الإسلام- لإبراهيم خليل الله وموسى كليم الله وعيسى روح الله، بعد أن ارتضاه لنوح أبو البشر بعد آدم، ومحمد أخر رسول وخاتم النبيين، وهم أولو العزم من الرسل.

- {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} أوصاهم جميعاً بإقامة هذا الدين والتمسك به، ونهاهم عن ترك هذا التوحيد والإسلام.

- {كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ} شقَّ على المشركين دعوتهم إلى الإسلام وإلى توحيد الله، وقولهم لا إله إلا الله ونبذ الوثنية وعبادة الله وحده لا شريك له، والإسلام والانقياد والطاعة له سبحانه وتعالى.

- {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} يعلم الله الصالح من عباده فيهديه إلى طريق الرشاد، ويجتبيه من بين الناس جميعاً، أي أمرتهم رسلهم بتوحيد الله والإيمان بملائكته واليوم الآخر وبالبعث والنشور، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصيام والحج والتقرّب إلى الله بصالح الأعمال من الصدق والوفاء بالعهد وأداء الأمانة وصلة الرحم وتحريم القتل والكفر والزنا والأذية للخلق والاعتداء على الحيوان واقتحام الدناءات، هذا كله مشروع دين واحد وملة متحدة لم تختلف على ألسنة الأنبياء، وإن اختلفت أعدادهم، وأما تفصيل العبادات فهذا يختلف باختلاف الشرائع.(1)

إنَّ ما شرعه الله تعالى لأولي العزم صادر عن كمال العلم والحكمة، كما أن بيان نسبته إلى المذكورين عليهم السلام تنبيه على كونه ديناً قيماً أجمع عليه الرسل جميعاً، والخطاب لأمته - عليه السّلام - أي: شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحاً ومن بعده من أرباب الشرائع وأولي العزم من مشاهير الأنبياء عليهم السلام، وأمرهم به أمراً مؤكداً، وتخصيص المذكورين بالذكر أشير عليه من علو شأنهم وعظم شهرتهم، ولاستمالة قلوب الكفرة إلى الاتباع لاتفاق كل منهم على نبوة بعضهم واختصاص اليهود بموسى عليه السّلام، والنصارى بعيسى عليه السّلام .(2)

 

مراجع الحلقة الثالثة والعشرون:

(1) حقيقة المسيح والتثليث، منصور تميم نتشة، ص 144.

(2) قصص أولي العزم من الرسل، ليلى بلخير، ص42.

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي

http://alsallabi.com/uploads/books/16228097650.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022