السبت

1446-06-27

|

2024-12-28

لماذا رفض الإمام أبو حنيفة أن يلي القضاء؟

اقتباسات من كتاب "مع الأئمة" لمؤلفه الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)

الحلقة: الثلاثون

ذو القعدة 1443ه/ يونيو 2022م

ضُرب الإمام أبو حنيفة رحمه الله بالسِّياط على أن يلي القضاء لأبي جعفر المنصور، فلم يفعل.

وقال يحيى بن معين: «كان أبو حنيفةَ عندنا من أهل الصدق، ولم يُتَّهم بالكذب، ولقد ضربه ابن هُبيرة على القضاء، فأَبَى أن يكون قاضيًا»

قال عُبيد الله بن عَمرو الرَّقِّيُّ: «كلَّم ابنُ هُبيرة أبا حنيفة أن يلي قضاء الكوفة، فأَبَى عليه، فضربه مئة سوط وعشرة أسواط، في كل يوم عشرة أسواط، وهو على الامتناع، فلما رأى ذلك خلَّى سبيله».

وقال إسماعيل بنُ سالم البغداديُّ: «ضُرب أبو حنيفة على الدخول في القضاء، فلم يقبل القضاء. قال: وكان أحمد بن حنبل إذا ذكر ذلك بكى وترحَّم على أبي حنيفة، وذلك بعد أن ضُرب أحمد».

وامتناع مَن امتنع من القضاء من الأئمة؛ لأنهم رَأَوْا أنهم لا يصلحون له، أو لانشغالهم بما هو خير منه وأفضل، أو لجفوة بينهم وبين سلطان وقتهم، أو لمعنى خاص، وإِلَّا فإنه لابد للناس من قضاة، وقد ولي القضاء جملةٌ من الأئمة والعلماء المشهورين المعروفين، كما في «أخبار القضاة» لوَكِيع، وغيره.

على أن مما يستدعي الوقوف: أن يُجلد عالِمٌ فقيه على ولاية القضاء، فهذه مسبَّةٌ في تاريخنا، وإهدارٌ لحريَّة العالِم وكرامته، وكيف يُوقَفُ العالِم في الطريق ليُجلَد أمام الناس الذين يُفترض أنه سيتولَّى الفصل بينهم؟!

وذِكْرُ الإمام أحمد لموقف أبي حنيفة وبكائه وترحُّمه عليه من القصص النادرة المعبِّرة عن محبته له وحزنه لما لقي، وهذا كان بعد معاناة أحمد وسجنه وجلده؛ أي: بعد زوال الجفوة التي كانت بين أهل الحديث وأهل الرأي.

هذه الحلقة مقتبسة من كتاب مع الأئمة للشيخ سلمان العودة، صص 67-66

يمكنكم تحميل كتاب مع الأئمة من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي عبر الرابط التالي:

https://www.alsallabi.com/uploads/books/16527989340.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022