السبت

1446-06-27

|

2024-12-28

أصول فقه الإمام أبو حنيفة (رحمه الله)

اقتباسات من كتاب "مع الأئمة" لمؤلفه الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)

الحلقة: الخامسة و الثلاثون

ذو القعدة 1443ه/ يونيو 2022م

قال أبو حنيفة رحمه الله: «ما جاءنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلناه على الرأس والعينين، وما جاءنا عن أصحابه رحمهم الله اخترنا منه، ولم نخرج عن قولهم، وما جاءنا عن التابعين، فهم رجال ونحن رجال، وأما غير ذلك فلا تسمع التشنيع».

وقال الحسن بن زياد اللُّؤْلُؤي: «سمعتُ أبا حنيفة يقول: قولنا هذا رأيٌ، وهو أحسن ما قدرنا عليه، فمَن جاءنا بأحسن من قولنا، فهو أولى بالصواب منا».

وقال يحيى بن ضُريس: شهدتُ سفيانَ وأتاه رجلٌ، فقال له: ما تنقم على أبي حنيفة؟ قال: وما له؟ قال: سمعتُه يقول: «آخذُ بكتاب الله، فما لم أجد، فبسنة رسول الله، فما لم أجد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله، أخذتُ بقول أصحابه، آخذ بقول مَن شئتُ منهم وأدع مَن شئتُ منهم، ولا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم، فأما إذا انتهى الأمر، أو جاء إلى إبراهيم والشَّعْبي وابن سِيرين والحسن وعطاء وسعيد بن المسيِّب، وعدَّد رجالًا- فقوم اجتهدوا، فأَجْتَهدُ كما اجتهدوا».

تلك هي مصادر فقه أبي حنيفة رحمه الله، يقرِّرها في وضوح وجلاء؛ يلتزم بالمصدرين الأساسين للفقه الإسلامي، وهما كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويلتزم بما أجمع عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم، فإذا اختلفوا تخيَّر من أقوالهم ما يرى أنه أسعد بالدليل وأقرب إلى الصواب، دون أن يُخرج قولًا لم يقولوا به.

فإذا كان الأمر متعلِّقًا بالتابعين، فهو أهلٌ لأن يجتهد كما اجتهدوا، وذكر عددًا من التابعين، مثل عطاء بن أبي رباح.. وإبراهيم النَّخَعي الذي كان أستاذًا لحماد بين أبي سليمان شيخ أبي حنيفة.. .

وقال الحسن بن صالح بن حَيٍّ: «كان النعمان بن ثابت فهِمًا عالمًا متثبِّتًا في علمه، إذا صحَّ الخبر عنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يَعْدُهُ إلى غيره».

وهذا هو الظن بإمام مثله، وبإخوانه من الأئمة؛ فهم لم يختلفوا في الكتاب، ولم يختلفوا على الكتاب، وإنما اجتهدوا كما أمرهم الله، ومن شأن الاجتهاد أن يتعدَّد، وقد قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: «ما أحبُّ أن أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا؛ لأنه لو كان قولًا واحدًا كان الناسُ في ضِيق، وإنهم أئمةٌ يُقتدى بهم، ولو أخذ رجلٌ بقول أحدهم كان في سَعة».

هذه الحلقة مقتبسة من كتاب مع الأئمة للشيخ سلمان العودة، صص 72-74

يمكنكم تحميل كتاب مع الأئمة من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي عبر الرابط التالي:

https://www.alsallabi.com/uploads/books/16527989340.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022