(الإمام الشافعي : اللغوي والأديب)
اقتباسات من كتاب "مع الأئمة" لمؤلفه الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)
الحلقة: التاسعة والخمسون
محرم ١٤٤٤ه/ أغسطس ٢٠٢٢م
وإلى جوار سَعة عقله، فقد كان فصيحًا متمكِّنًا من ناصية اللغة، مشهودًا له، حتى عدَّ العلماء قول الشافعي ونطقه حجة في اللغة، وشهد له بذلك الأئمة الفحول، كثَعْلَب، والمبرِّد، وأبي منصور الأزهري، وابن هشام.
بل قال الجاحظ: «نظرتُ في كتب هؤلاء النَّبَغَة الذين نَبَغُوا، فلم أَرَ أحسنَ تأليفًا من المُطَّلبي، كأَنَّ فاه نُظِم دُرًّا إلى دُرٍّ».
يقول يُونس بن عبد الأعلى: «ما كان الشافعي إِلَّا ساحرًا، ما كنا ندري ما يقول إذا قعدنا حوله، كأن ألفاظه سكرٌ، وكان قد أُوتي عُذوبةَ منطقٍ، وحُسْنَ بلاغة، وفَرْطَ ذكاءٍ، وسَيَلان ذهن، وكمال فصاحة، وحُضورَ حجَّة».
قيل للشافعيِّ: «كيف شهوتك للأدب؟ قال: أسمع الحرف منه مما لم أسمعه من قبل، فتشدُّني أعضائي كلها، كأن لكل عضو منها أذنًا تسمع، فتلتذ بذلك كما تلتذ الأذن. قيل: كيف حرصك عليه؟ قال: حرص الجَمُوع المَنُوع على المال. قيل: كيف طلبك له؟ قال: طلب المرأة المضيعة ولدها ليس لها غيره».
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب مع الأئمة للشيخ سلمان العودة، صص 127-126
يمكنكم تحميل كتاب مع الأئمة من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي عبر الرابط التالي: