(من أخلاق الإمام أحمد بن حنبل)
اقتباسات من كتاب "مع الأئمة" لمؤلفه الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)
الحلقة: الثمانون
محرم 1444ه/ أغسطس 2022م
لم يكن الإمام أحمد رحمه الله يغلظ في القول ولا يبالغ، وإنما كان في كلامه إجمال وعفَّة وإعراض، فربما احتاج إلى الجرح حماية للسنة وحفاظًا لمقامها من تَزَيُّد الرواة، فيقول: «لا تأخذ الحديث عن فلان»، أو «دعه».
على أنه إذا تطلَّب الأمرُ بيانًا، لم يكن هو ولا غيره من أئمة الجرح والتعديل يحجمون عن بيان حال الراوي ونهي الناس عن الأخذ عنه.
ومن تواضعه أنه لم يكن يدع أحدًا يستقي له الوَضوء، بل كان يأخذ الماء بنفسه، وربما خاط قَلَنْسُوَتِه بيده، أو خرج إلى البقَّال يشتري حاجته، ويحملها بيده، كما قال تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ۗ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا﴾) [الفرقان:20].
وكان خُلُقه التواضع، والبَساطة، والبُعد عن الأُبَّهة، «وما تواضع أحدٌ لله، إِلَّا رفعه الله».
قال له رجلٌ: هذا العلمُ تعلَّمتَه لله؟ فقال: «هذا شرطٌ شديدٌ- وفي رواية أنه قال: أما لله فعزيزٌ- ولكن حُبِّب إليَّ شيء فجمعتُه».
ونُقل نحو هذا أنه سمع أبا داود صاحب «السُّنن» يقول: «إنما وضعتُه لله». فقال: «أما لله فشديد، ولكن قل: هذا شيء حُبِّب إليَّ فعملته».
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب مع الأئمة للشيخ سلمان العودة، صص 163-164.
يمكنكم تحميل كتاب مع الأئمة من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي عبر الرابط التالي: