الجمعة

1446-06-26

|

2024-12-27

بتناولنا للمصالحة الكبرى التي قادها الحسن بن علي وقبلها معاوية رضي الله عنهم سنختتم الحديث عن الشواهد التاريخية للثقافة الدستورية، وسبب اختيارنا الحديث عن موضوع الصلح بين الحسن ومعاوية في سلسلة الثقافة الدستورية هو ما تمر به بلادنا وكثير من بلدان المسلمين من اختناقات سياسية وثقافية، جعلت مجموعة - مهما ادعت الشرعية - تتفرد بالقرار والرأي والتنفيذ، الأمر الذي ترتب عنه أوضاع أجمع الكل على نقدها، ودعوا إلى تغييرها، ولكن ربما تاهت عنا سبل التغيير، وبعدت طرق الخروج من الأزمة المعترف بها من الجميع. ولعل في هذا النموذج ما يشجع على ضرورة المصالحة، ويبرز شكلا من أشكال ما يسمى اليوم بالعدالة الانتقالية التي تركز على المصالحة أولا . إننا نضع بين يدي السادة المهتمين بمكونات هذه الشؤون ؛ قراءة للحدث التاريخي بعين منفتحة على صفحة الواقع ، وتفاصيل الأزمة ، مع استشراف لآفاق أفسح وأوسع ؛ تتراءى للناظر المسترشد من خلال تراكم التجربة والخبرة ، والدرس والسنن الضابطة لحركة التدافع وصيرورته .

المصالحة تسبق الإصلاح

إن المصالحة خطوة سابقة على الإصلاح في وجهة نظرنا، ولن تتم المصالحة بلا

بتناولنا للمصالحة الكبرى التي قادها الحسن بن علي وقبلها معاوية رضي الله عنهم سنختتم الحديث عن الشواهد التاريخية للثقافة الدستورية، وسبب اختيارنا الحديث عن موضوع الصلح بين الحسن ومعاوية في سلسلة الثقافة الدستورية هو ما تمر به بلادنا وكثير من بلدان المسلمين من اختناقات سياسية وثقافية، جعلت مجموعة - مهما ادعت الشرعية - تتفرد بالقرار والرأي والتنفيذ، الأمر الذي ترتب عنه أوضاع أجمع الكل على نقدها، ودعوا إلى تغييرها، ولكن ربما تاهت عنا سبل التغيير، وبعدت طرق الخروج من الأزمة المعترف بها من الجميع. ولعل في هذا النموذج ما يشجع على ضرورة المصالحة، ويبرز شكلا من أشكال ما يسمى اليوم بالعدالة الانتقالية التي تركز على المصالحة أولا . إننا نضع بين يدي السادة المهتمين بمكونات هذه الشؤون ؛ قراءة للحدث التاريخي بعين منفتحة على صفحة الواقع ، وتفاصيل الأزمة ، مع استشراف لآفاق أفسح وأوسع ؛ تتراءى للناظر المسترشد من خلال تراكم التجربة والخبرة ، والدرس والسنن الضابطة لحركة التدافع وصيرورته .

المصالحة تسبق الإصلاح

إن المصالحة خطوة سابقة على الإصلاح في وجهة نظرنا، ولن تتم المصالحة بلا حوار ونقاش بين كل فئات الوطن، وشرائح نسيجه، حوار لا يكون فيه غالب ومغلوب، بل يتسم بالكثير من المساواة والعدل، أملا في الوصول إلى برنامج وطني واضح للإصلاح، يشمل كل المجالات ويركز فيه على الإنسان؛ بتربيته على المبادئ والقيم الدستورية من شورى وعدالة ومساواة وحرية. إن ما قام به الحسن رضي الله عنه يعد سابقة تاريخية مهمة في وقائع الممارسة السياسية، وهو إلى جانب العفو العام بعد فتح مكة يعدان حالتين تاريخيتين فريدتين ينبغي الوقوف عندهما مليا، واستخراج قيم العدالة الانتقالية في مفهومنا نحن المسلمين. ولا توجد الكثير من الحوادث في التاريخ الإنساني تروي لنا تنازل القادر على الحكم واستبداله بحياة بسيطة، وكان الحسن يطلب معنى عميقا؛ هو حماية نفسه من سؤال الله تعالى له عن دماء قد تهراق بسببه، كما إن الحسن ترفع عن مبررات حاول الكثير من أتباعه بل وأخوه الحسين رضي الله عنه أن يذكرونه بها تتمثل في أن معاوية هو ما قاتل والده علي رضي الله عنه، ولكن الحسن كان عزمه لا يلين على أن المصالحة بين فئات الأمة ومجموعاتها هي الأولى، وفيها المصلحة الراجحة، وبالتالي تقدم على ما سواها من مشاعر ومعاني خاصة وشخصية.

شرعية حكم الحسن

لم تنقص الحسن رضي الله عنه الشرعية فقد بويع بعد مقتل والده رضي الله عنهما بيعة عامة، إذ بايعه الأمراء الذين كانوا مع والده، والناس الذين بايعوا عليا رضي الله عنه من قبل، وكان له شروطا في توليه الحكم، وباشر ممارسة مسؤولياته كحاكم للمسلمين، فرتب العمال وأمَّر الأمراء وجنَّد الجنود. لقد كان في وسع الحسن رضي الله عنه أن يخوض حربًا لا هوادة فيها ضد معاوية رضي الله عنه، خاصة أن كثيرا ممن بايعه في العراق كانوا يحثونه على مقاتلة معاوية، وكان من بين رجال دولته القائدان قيس بن سعد بن عبادة وحاتم بن عدي الطائي، غير أن الحسن آثر أن يجنب المسلمين محنة الاقتتال الداخلي، ومال إلى السلم والصلح لحقن الدماء، وتوحيد الأمة، ورغبة فيما عند الله، وزهدا في الملك.

المصالحة من موقف القوة

لقد قاد الحسن مشروع المصالحة بين المسلمين، والذي توّج بوحدة الأمة، من موقف القوي القادر، إذ ظل زمام الموقف في جانبه وبيده ويد أنصاره، وكانت جبهته العسكرية قوية تجاه مواجهة جيش الشام، كما جاء في رواية البخاري، وقد عبر عن ذلك عمرو بن العاص عندما قال: "إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها، وقال الحسن بن علي: "كانت جماجم العرب بيدي تحارب من حاربت وتسالم من سالمت". وفي قبول معاوية التفاوض مع الحسن على الصلح والنزول عند شروطه ما يدل على أن الحسن رضي الله عنه كان مرهوب الجانب، ولو كان الحسن في موقف الضعيف فلم يكن يصعب على معاوية أن يعرف ذلك عن طريق عيونه، ولدخل الكوفة من غير أن يكلف نفسه مفاوضة أحد أو ينزل عند شروطه، ومطالبه. كذلك لم تكن قوة معاوية محل مراء أو شك، ولكن هذا ليس ما قاد الحسن لعرض المصالحة على معاوية قبل الخصومة، بل تعددت الأسباب التي استند إليها الحسن في السعي للصلح مع معاوية، وتجنيب الأمة مخاطر استمرار الاقتتال الداخلي، مهما كانت أسبابه مبررة لكل طرف. وبالنظر إلى واقع الحال عند تولي الحسن رضي الله، نلحظ أنه كان بمقدوره أن يقاتل معاوية بمن كان معه، وإن كانوا أقل من جند معاوية، فلم يكن أبدا تعادل الكفتين هو الدافع على القتال من عدمه، ونجد في التاريخ ماضيا وحديثا من قاتلوا دفاعا عن مبادئهم ضد خصومهم وهم في قلة من الأعوان والأنصار. ولكن الحسن رضي الله عنه كان يميل بطبعه وخلقه إلى السلم وكراهة الفتنة ونبذ الفرقة، فوفقه الله تعالى لرأب الصدع، وجمع الكلمة.

مشروع المصالحة

لقد كانت للحسن رؤية إصلاحية واضحة المعالم، خضعت لمراحل وبواعث، وتغلبت على العوائق، وكتبت فيها شروط، وترتبت عليها نتائج، وقد وصفت جهود الحسن في المصالحة بالتالي: "كان الحسن رضوان الله عليه في صلحه مع معاوية، وحقنه لدماء المسلمين، كعثمان رضي الله عنه في جمعه للقرآن، وكأبي بكر رضي الله عنه في الردة. وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم حديث صريح في أن الحسن رضي الله عنه سيقود المسلمين إلى المصالحة ويشكل صلحه منعطفا مهما في تاريخ المسلمين، فقد أخرج البخاري من طريق أبي بكرة رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، والحسن بن علي إلى جنبه- وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: "إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين»( ). وتأتي أهمية تلك المصالحة بين المسلمين من أسباب منها: 1- كونه علمًا من أعلام النبوة. 2- إن من ثمار هذ المصالحة حقن دماء المسلمين وجمع كلمتهم بعد سنوات من الفرقة. 3- كون الحسن أول حاكم يتنازل عن الحكم ويخلع نفسه طواعية، وبدون ضغوط، ومن مركز قوة لا من مركز ضعف، من أجل إصلاح ذات بين المسلمين.

مراحل المصالحة

أولا: تهيئة الظروف والأسباب للمصالحة أ- التمسك بقول النبي صلى الله عليه وسلم ذكرنا آنفا دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم للحسن بأن يصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، وفي هذه الدعوة التي تداولها الناس ورووها التأثير العميق في بناء شخصية الحسن، وشكلت دعوة النبي الكريم دعما معنويا كبيرا للحسن في مواجهة الرافضين أو المترددين في مواقفهم تجاه المصالحة الشاملة بين المسلمين. ولم يكن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم مجرد نبأ يسمعه الحسن والمسلمون، بل تأتي أهميته بأنه صادر عن مصدر يؤمن المسلمون بأنه لا ينطق عن الهوى، بل يرد من معين صادق هو النبوة، والمتابع لسيرة الحسن رضي الله عنه يلحظ ميله الشديد للحوار وسلوكه الداعم للمصالحة، وقد كانت له محاورة مع والده علي رضي الله عنه عندما بويع للخلافة طالب فيها والده أن يوسع دائرة الشورى لتشمل الأقطار والشعوب الجديدة في مسألة اختيار الحاكم، وهو بهذا يعي أهمية ذلك في استقرار الدول، وبقاء الأمم. كان شعور الحسن بالمسؤولية تجاه وحدة الأمة وحفظ دمائها دافعا قويا للمصالحة، ويروى عن الحسن قوله: "خشيت أن يجئ يوم القيامة سبعون ألفًا، أو أكثر أو أقل، كلهم تنضح أوداجهم دمًا، كلهم يستعدى الله فيما هُريق دمه.؟ وقال: "ألا إن أمر الله واقع إذ ليس له دافع وإن كره الناس، إني ما أحببت أن لي من أمة محمد مثقال حبة من خردل يهراق فيه محجمة من دم، قد علمت ما ينفعني مما يضرني"، وقال في خطبته التي تنازل فيها لمعاوية عن الخلافة وتسليمه الأمر إليه: "إما كان حقًا لي تركته لمعاوية إرادة صلاح هذه الأمة وحقن دمائهم". وقد قال الحسن البصري: "فلما ولى الحسن ما أهريق في سببه محجمة دم" ب- شرطه الخاص في البيعة اشترط الحسن رضي الله عنه على الناس شرطا أساسيا لقبول مسؤولية الحكم، وهو أن يسالمون من يسالم ويحاربون من يحارب، فعن ميمون بن مهران، قال: "إن الحسن بن علي بن أبي طالب بايع أهل العراق بعد عليّ على بيعتين، بايعهم على الإمرة، وبايعهم على أن يدخلوا فيما دخل فيه ويرضوا بما رضي به، وفي رواية أخرى توضح الحوار الذي دار وقت مطالبته بتولي أمر المسلمين في العراق، قال الحسن: "والله لا أبايعكم إلا على ما أقول لكم، قالوا: ما هو؟ قال: تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت. وبهذا الشرط يفتح الحسن رضي الله عنه الباب مواربا لمناقشة خيارات العلاقة مع معاوية والمسلمين في الشام، ومع شرطه الذي قبله الناس لم يعد الحديث فقط عن سيناريو وحيد للتعامل مع من يعتبرهم المسلمون في العراق خارجين عن الشرعية، بل إن الأمر قد يتجاوز الأحقية في إدارة أمر الأمة، ليتسع تجاه ضرورة المصالحة ليحفظ كيان المجتمع ودولته ويوقف النزيف الدائم في الأرواح والموارد، مما يهدد وجود الدولة أصلا. وهكذا بات خيار السلم قابل للنقاش والأخذ والعطاء والتداول، وليس فيه إرادة السلم على الحرب، فهو يشتمل عليهما معًا، وإن كان يوحي بالسلم، وهذا دليل على عمق فهم الحسن للأوضاع التي كانت تمر بها الأمة في تلك الفترة من التاريخ، ويعكس قدرته وحسن قيادته، ومعرفته بالأمور، كما يدل على أن الحسن تنازل عن خياره الشخصي في الحياة المبني على الزهد في المناصب العامة ليقبل قيادة المسلمين لما في هذا القبول مصلحة عامة للإسلام والمسلمين، ولشعوره بأنه أمام مسؤولية تاريخية قد ينتج عن تحملها عودة لحمة الأمة ووحدتها، وبتخليه عنها استمرار الأمة في الانقسام والتحارب الداخلي. ج- تقييم مواقف المعارضين للمصالحة لم يكن المخالفون للمصالحة ليرضوا أن يمضي الحسن رضي الله عنه في مشروعه الكبير، بل هناك من ثار في النقاش والحوار، وهناك من تجاوز به الأمر أن فكر بالقضاء على صاحب المبادرة، فكان أن تعرض الحسن لمحاولتين للاغتيال، وجرت المحاولة الأولى بعد استخلافه بقليل، وهو ما أشارت إليه روايات ابن سعد في طبقاته. وقد أجرى الحسن محاورات عدة دلت الحسن على أن أهل العراق مصرين على مواجهة ومقاتلة أهل الشام بقيادة معاوية رضي الله عنه، وحينئذ أدرك الحسن بأن الناس غير مهيئين بالكامل لخوض غمار مصالحة وطنية تنهي الخلاف بين المسلمين، فقاده الأمر أن يسايرهم لكي لا يثور الرافضين، ويقضون على مشروع المصالحة. د- قطع الطريق على رافضي المصالحة بتسيير الجيوش بعد أن تيقن الحسن رضي الله عنه بأن من المسلمين من لم تندمل جراحه وآلامه النفسية، كما أن بينهم من يبغي الدسيسة والوقيعة، اتخذ قرارا بأن يقود الجيوش بنفسه في حركة تظهر وكأن نيته ملاقاة أهل الشام، فخرج الحسن بجيش العراق من الكوفة إلى المدائن، وأرسل أهم ألوية الجيش المسماة بشرطة الخميس إلى مسكن بقيادة قيس بن سعد بن عبادة وكانت أعداد جيش الخميس تقدر باثنتي عشر ألفا. وقد ذكر ابن كثير أن الحسن رضي الله عنه: "لم يكن في نيته أن يقاتل أحدًا، ولكن غلبوه على رأيه، فاجتمعوا اجتماعًا عظيمًا لم يُسمع بمثله، فأمر الحسن بن علي، قيس بن سعد بن عبادة، على المقدمة في اثني عشر ألفًا بين يديه، وسار هو بالجيوش في أثره قاصدًا بلاد الشام، فلما اجتاز بالمدائن نزلها وقدم المقدم بين يديه. وبهذا المناورة السياسية دلل على الحسن على امتلاكه لحنكة كبيرة دلت على سعة أفقه ودهائه وبصيرته، فلم يشأ أن يواجه أهل العراق من البداية بميله إلى مصالحة معاوية وتسليمه الأمر بعد أن رأى إصرارهم على القتال والمواجهة محتجين بالكثير من الأسباب والمبررات. وأراد أن يقيم من مسلكهم الدليل على صدق نظرته فيهم، وعلى سلامة ما اتجه إليه، فوافقهم على المسير لحرب معاوية وعبأ جيشه، وكان خروج الحسن بن علي من الكوفة إلى المدائن في شهر صفر من السنة التالية وهي سنة 41 هـ. وحصل أن قتل قائد الحسن قيس بن سعد بن عبادة، ودخول قوات قيس في حالة فوضى، وحاول بعضهم النيل من الحسن نفسه فتأكد للحسن بأن الناس بحاجة إلى المصالحة لإنهاء كل هذا الارتباك والاضطراب بينهم. ه ـ بدء التواصل مع الطرف المستهدف من المصالحة بدأت الظروف تنضج وتتهيأ للمصالحة، فكلا الطرفين خارج مناطق نفوذه وقوته، تاركا خلفه مسؤوليات كبيرة مما لا شك أنها ستتأثر بأي مواجهات عسكرية وحروب قد تنشب بينهما. وعندها أطلق الحسن مبادرة المصالحة بأن أرسل رسلا إلى معاوية، ورد معاوية على الرسل بمثلهم، فأرسل رسله إلى الحسن، وفتح باب المصالحة عبر حوار بناء بين الطرفين. وقد الإمام البخاري في صحيحه تلك اللحظات الحرجة من تاريخ الأمة، حيث روى عن الحسن البصري، أنه قال: "استقبل- والله- الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها، فقال له معاوية- وكان والله خبر الرجلين-: أي عمرو، وإن قتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، من لي بأمور الناس، من لي بنسائهم، من لي بضيعتهم؟ فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس- عبد الرحمن بن سمرة، وعبد الله بن عامر بن كريز فقال: اذهبا إلى هذا الرجل فأعرضا عليه وقولا له واطلبا إليه. فأتياه، فدخلا عليه، فتكلما، وقالا له، وطلبا إليه، فقال لهما الحسن بن علي: إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها، قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألك، قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به، فما سألهما إلا قالا: نحن لك به، فصالحه، فقال الحسن أي البصري: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر- والحسن بن علي إلى جنبه- وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين»، وقد تحدث ابن حجر رحمه الله عن الفوائد المستنبطة من رواية المصالحة يمكن الرجوع إليها للفائدة. وتشير العديد من المصادر التاريخية بأن معاوية كان يعلم عن الحسن ميله الشديد للمصالحة، وإيمانه العميق بأهمية وحدة المسلمين، ونبذه الكامل للاقتتال الداخلي مهما صحت له مبرراته، وقويت أدلة صحته، وقد ذكر ابن سعد: "إن معاوية كان يعلم أن الحسن أكره الناس للفتنة. 

الكاتب: د. علي الصلابي 

       أ. إسماعيل كريتلي 

المصدر: حركة اتلوحيد والإصلاح 


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022