الجمعة

1446-06-26

|

2024-12-27

 المفكر والمؤرخ الليبي علي الصلابي في مقابلة مع الأناضول:
- مطلوب قاعدة دستورية يتفق عليها الليبيون ثم مؤتمر جامع والذهاب للانتخابات
- تركيا تدعم السلام والمصالحة الوطنية في ليبيا وحق الليبيين في اختيار ممثليهم
- بعض الدول ومنها ليبيا تمر بابتلاءات عظيمة لكن إرادة الشعوب ستنتصر
- يمكن عقد مؤتمر المصالحة المدعوم من الأمم المتحدة في دولة مثل الجزائر التي لا تتدخل بالشأن الليبي سوي للسلام
- التدخل الخارجي بليبيا هو نتيجة التمزق الداخلي
- نحن لا نلقي باللوم على الآخرين، بل نلوم أنفسنا لأننا اختلفنا ويجب ان نلتقي على كلمة سواء
- العلاج يكون عبر مشروع وطني يؤدي للوصول إلى زعامة وطنية حقيقية

 

قال المفكر والمؤرخ الليبي علي الصلابي، إن حل الأزمة في بلاده يتطلب دستورًا توافقيًا، ومؤتمرًا تصالحيًا يجمع كل الأطراف والأطياف، وصولا للانتخابات البرلمانية أو الرئاسية.

وفي مقابلة مع الأناضول في إسطنبول، على هامش مؤتمر دولي، اعتبر الصلابي، أن "التدخلات الخارجية" في بلاده، تأتي نتيجة "التمزق الداخلي".
وأكد المفكر الليبي، أن الدور التركي "يقف إلى جانب السلام في ليبيا".

وأضاف: "نحن مع أي جهود تبذل لحقن الدماء بين الإخوة المتقاتلين (بليبيا)، نحن مع أي جهود سواء محلية يقوم بها وسطاء المصالحة الوطنية، ومجالس الحكماء، أو التي يقوم بها المبعوث الأممي غسان سلامة، والمؤسسات في البلاد".

وتابع: "يبدو أن المستقبل للسلام والمصالحة، لأن الرأي السائد في ليبيا الآن وهو الأغلبية، بأنه لن تقوم لها أي قائمة إلا بالمصالحة والسلام، تطبيقا لقول الله تعالى، فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا..".

وحول نظرته للحل في البلاد، قال الصلابي: "من وجهة نظري الشخصية نحن بحاجة إلى دستور توافقي، وبحاجة لمؤتمر جامع للمصالحة الوطنية الجامعة، بحيث تشترك فيه كل الأطراف بدون استثناء أي لون من ألوان الطيف الليبي السياسي القبلي والجهوي، كل ألوان الطيف الليبي تكون حاضرة".

وزاد: "مؤتمر المصالحة المدعومة من الأمم المتحدة، وتكون في دولة محايدة لتقدم دعم لوجستي تحظى باحترام كل الليبيين، مثل الجزائر التي لم تتدخل بالشؤون الليبية، سوى بالسلام والمصالحة، وأيضا المغرب وتونس لهما خصوصية بالشأن الليبي، وقبول شعبي أكثر من غيرهم".

وأكد المفكر الليبي أنه بعد المؤتمر، يتم "الذهاب باتجاه انتخابات سواء كانت برلمانية أو رئاسية، لأن الأجسام الحالية هي استثنائية نتيجة اتفاق الصخيرات (وقع بالمغرب أواخر 2015) الذي في مآلاته باتجاه الانتخابات أيضا".

وأوضح الصلابي: "مطلوب قاعدة دستورية يتفق عليها الليبيون، ثم مؤتمر جامع، والذهاب للانتخابات البرلمانية والرئاسية، .. فلا بد لليبيين أن يكون لهم رأي باختيار قياداتهم المستقبلية، وينتصر مشروع الدستور، ومشروع الدولة المدنية".
ولا تزال ليبيا تعاني صراعا سياسيا حادا بين أطراف تتنافس على الشرعية وسط تعثر حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، والتي أنشأها اتفاق الصخيرات، الذي أنشأ أيضا مجلس الدولة، ومدد في شرعية مجلس النواب المنتخب، بعد انتهاء ولايته قانونا.
وفي مايو/أيار الماضي، اتفقت أطراف النزاع، برعاية فرنسية، على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في 10 ديسمبر/كانون الثاني المقبل، لكن أطرافًا ليبية ودولية تشكك في إمكانية إجرائها في هذا الموعد، إثر تطورات بالملف الليبي من بينها اندلاع اشتباكات مسلحة في العاصمة طرابلس قبل أسابيع، أسفرت عن قتلى وجرحى.

وبخصوص المسؤولين عن عدم التوصل حتى الآن إلى أمر جامع في ليبيا، أجاب المؤرخ الليبي: "نسأل الله تأليف قلوب الليبيين، الدور منوط أولا بهم أنفسهم، ليتهم اجتمعوا على منظومة إنسانية جامعة لمشروع وطني، ونصل لقيادة وطنية، وحكومة وطنية".

وفي هذا الصدد، أوضح الصلابي: "نحن لا نلقي باللوم على الآخرين، بل نلوم أنفسنا لأننا اختلفنا وتمايزنا بوجهات نظرنا السياسية، يجب أن نلتقي على كلمة سواء من أجل المصلحة العليا لبلادنا وشعبنا والأجيال القادمة".

وأكمل: "اللوم بوجهة نظري يقع علينا كليبيين، ولكن كثير من الحواجز والعوائق تكسرت مع الزمن والوقت، وأصبح الليبيون يدفعون باتجاه الجلوس وكلمة سواء، والحمد لله كانت هناك لقاءات كثيرة داخلية وخارجية من تيارات عدة، وإسلاميين وليبراليين وعلمانيين، تضم طيف متعدد وهي ظاهرة صحية".

وقال: "كلما كانت المشاركة بين الليبيين أوسع وأكبر وأعمق من الجانب القبلي والجبهوي والشعبوي والاجتماعي، فهذا أفضل، .. والتيارات الرئيسية الموجودة تبلور مشروع رؤية وطنية، .. لا شك أننا محتاجون المجتمع الدولي للمساندة، ومن الطبيعي أن تساعد الأمم المتحدة نحو السلام والدولة والمدنية والانتخابات والدستور والتداول السلمي".

وجدد المفكر الليبي، دعوته للتصالح بقوله: "لا حل إلا بالسلام والمصالحة الوطنية، والفكرة المركزية للدولة المدنية الحديثة التي تبنى في ليبيا أن تكون على السلام والمواطنة والمصالحة والابتعاد عن تهميش أي لون من الأطياف السياسية والاجتماعية والفكرية".

وأضاف: "يفترض أن تُغلّب دولة المواطنة والحرية والقانون والدستور والتداول السلمي والمؤسسات، وهذا محل اتفاق من الأغلبية الليبية، لا شك أن بعض الناس يتمنون الاستبداد والدكتاتورية وحكم الفرد، لكن هذه الأقلية صعب أن ترجع لحركة التاريخ السابقة للمستقبل، نحو حق الشعوب بتقرير مصيرها واختيار حكامها".

وتابع: "إن كانت ليبيبا تمر بابتلاءات عظيمة وفي سوريا ومصر واليمن وغيرها، لكن إرداة الشعوب بالنهاية ستنتصر على إرادة الظالمين والطغاة".

وحول تأثير الدور الخارجي في ليبيا، أوضح أن "اللحمة الوطنية المتمزقة تسببت في كثرة الأطماع،.. والعلاج يكون عبر مشروع وطني يؤدي للوصول إلى زعامة وطنية حقيقية، وحكومة حقيقية تخفف من الأطماع، وتكون لديها القدرة على المقاومة، ولها السيادة الوطنية، والمصلحة العليا للدولة والشعب".

ولفت إلى أن "الأدوار الخارجية عادة تؤثر نتيجة الضعف والابتعاد عن القيم التي تبني الدول وترتقي بالشعوب،.. ومن التقوى إصلاح البين، وحقن الدماء، وإحقاق الحق بين الناس، والالتقاء على كلمة سواء".

الصلابي، وصف الدور التركي حيال الأزمة الليبية، بأنه "داعم للسلام والمصالحة الوطنية، ومنسجم مع القرارات الأممية ومعترف بحكومة الوفاق الوطني، ويدعم حق الليبين في الاختيار من خلال الانتخابات والدستور، والكلمة الجامعة".

والصلابي كاتب ومفكر وفقيه ومؤرخ ليبي له عديد من المؤلفات والمقالات، وهو عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

 

المصدر : وكالة الأناضول


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022