الحلقة الثمانون (80)
نتائج غزوة بدر ومحاولة اغتيال النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
أولاً: نتائج غزوة بدرٍ:
1 - كان من نتائج غزوة بدرٍ أن قويت شوكة المسلمين، وأصبحوا مرهوبين في المدينة، وما جاورها، وأصبح مَنْ يريد أن يغزو المدينة، أو ينال من المسلمين عليه أن يفكِّر، ويفكِّر قبل أن يُقدِم على فَعْلته، وتعزَّزت مكانة الرَّسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، وارتفع نجم الإسلام فيها، ولم يعد المتشكِّكون في الدَّعوة الجديدة، والمشركون في المدينة يتجرَّؤون على إظهار كفرهم، وعداوتهم للإسلام؛ لذا ظهر النِّفاق، والمكر، والخداع، فأعلنوا إسلامهم ظاهراً أمام النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، فدخلوا في عداد المسلمين، وأبقَوا على الكفر باطناً، فظلُّوا في عداد الكفار، فلا هم مسلمون مخلصون في إسلامهم، ولا هم كافرون ظاهرون بكفرهم، وعداوتهم للمسلمين، قال تعالى: ﴿مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاَءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاَءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً ﴾ [النساء: 143].
ومن أجل هذا الموقف المتذبذب شنَّع الله عليهم، وسمَّع بهم في كثيرٍ من آيلته، وتوعَّدهم بأشدِّ أنواع العذاب، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾ [النساء: 145].
ومن نتائج موقعة بدر ازدياد ثقة المسلمين بالله - سبحانه وتعالى -، وبرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، واشتداد ساعدهم، وقوَّتهم، ودخول عددٍ كبيرٍ من مشركي قريشٍ في الإسلام، وقد ساعد ذلك على رفع معنويات المسلمين المستضعفين الَّذين كانوا لا يزالون في مكَّة، فاغتبطت نفوسهم بنصر الله، واطمأنَّت قلوبهم إلى أن يوم الفرج قريب، فازدادوا إيماناً على إيمانهم، وثباتاً على عقيدتهم.
وإلى جانب ذلك، فقد كسب المسلمون مهارةً عسكريَّةً، وأساليبَ جديدةً في الحرب، وشهرةً واسعةً داخل الجزيرة العربيَّة، وخارجها؛ إذ أصبحوا قوَّةً يحسب لها حسابُها في بلاد العرب، فلا تهدِّد زعامة قريش وحدَها، بل زعامةَ جميع القبائل العربية المنتشرة في مختلف الأَصْقَاع والأماكن، كما أصبح للدَّولة الجديدة مصدرٌ للدَّخل من غنائم الجهاد، وبذلك انتعش حال المسلمين المادِّيِّ والاقتصاديِّ بما أفاء الله عليهم من غنائم، بعد بؤسٍ، وفقرٍ شديدين، داما تسعةَ عَشَرَ شهراً.
2 - أمَّا قريش، فكانت خسارتها فادحةً، فإضافةً إلى أنَّ مقتل أبي جهل بن هشام، وأميَّة بن خلف، وعتبة بن ربيعة، وغيرِهم من زعماء الكفر؛ الَّذين كانوا من أشد القرشيِّين شجاعةً، وقوةً، وبأساً لم يكن خسارةً حربيَّةً لقريشٍ فحسب، بل كان خسارةً معنويَّةً أيضاً؛ ذلك: أنَّ المدينة لم تعد تُهَدِّدُ تجارتَها فقط، بل أصبحت تهدِّد أيضاً سيادتها ونفوذها في الحجاز كلِّه.
كان خبر الهزيمة على أهل مكَّة كالصَّاعقة، ولم يصدِّقوا ذلك في بداية الأمر، قال ابن إسحاق - رحمه الله -: «وكان أوَّل من قدِم مكَّةَ بمصابِ قريش الحَيْسُمان بن عبد الله الخزاعي، فقالوا له: ما وراءك؟
قال: قُتِل عُتبةُ بن ربيعة، وشيبةُ بن ربيعة، وأبو الحكم بن هشام، وأميَّة بن خلف، وزَمعةُ بن الأسود، ونُبيه، ومنبَّه ابنا الحجَّاج، وأبو البَخْتريِّ بن هشام، فلـمَّا جعل يُعَدِّد أشراف قريش، قال صفوان بن أميَّة: والله إن يعقل هذا! فسلوه عنِّي! فقالوا: ما فعل صفوان بن أميَّة؟ قال: هو ذاك جالسٌ في الحِجْر، قد والله! رأيت أباه، وأخاه حين قُتِلا».
وهذا أبـو رافعٍ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يـقصُّ علينا أثر خبر هزيمـة قريشٍ على أبي لهبٍ - لعنه الله -، حيث قال: كنت غلاماً للعبَّاس بن عبد المطَّلب، وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت، وأسلمتْ أمُّ الفضل، وأسلمتُ، وكان العبَّاس يهاب قومَه، ويكره أن يخالفَهم، وكان يكتم إسلامه، وكان ذا مالٍ كثيرٍ متفرِّق في قومه، وكان أبو لهب - عدوُّ الله - قد تخلَّف عن بدرٍ، فبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة، فلـمَّا جاء الخبر عن مصاب أصحاب بدرٍ من قريش: كَبَتَهُالله، وأخزاه، ووجدْنا في أنفسنا قوَّة وعزّاً.
قال: كنت رجلاً ضعيفاً، وكنت أعمل الأقداح، وأنْحَتُها في حُجْرة زمزم، فوالله! إنِّي لجالس فيها أنحَت القداح، وعندي أمُّ الفضل (زوجة العبَّاس بن عبد المطلب) جالسةً، وقد سرَّنا ما جاءنا من الخبر؛ إذ أقبل الفاسق أبو لهب يجرُّ رجليه بشَرٍّ، حتَّى جلس على طُنُبِ الحجرة، فكان ظهره إلى ظهري، فبينما هو جالس؛ إذ قال النَّاس: هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطَّلب قد قدم، فقال أبو لهب: هلمَّ إليَّ، فعندك لعمري الخبرُ! قال: فجلس إليه، والناسُ قيامٌ عليه، فقال: يابن أخي! أخبرني كيف كان أمر النَّاس؟ قال: والله! ما هو إلا أن لقينا القوم فَمَنَحْناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاؤوا، ويأسروننا كيف شاؤوا، وايْمُ الله! مع ذلك ما لُمتُ النَّاس؛ لقينا رجالاً بيضاً على خيلٍ بُلْق بين السَّماء والأرض، والله! ما تُلِيق شيئاً، ولا يقوم لها شيء، قال أبو رافع: فرفعت طُنُب الحجرة بيدي، ثمَّ قلت: تلك والله الملائكة!
قال: فرفع أبو لهب يده، فضرب بها وجهي ضربةً شديدةً، قال: وثاوَرْتُه، فاحتملني، وضرب بي الأرض، ثمَّ برك عليَّ يضربني - وكنت رجلاً ضعيفاً -، فقامت أمُّ الفضل إلى عمود من عُمُدِ الحجرة، فأخذته فضربته به ضربة فَلَعَتْ في رأسه شَجَّةً منكرةً، وقالت: أستَضعفْتَه أن غاب عنه سيِّدُه؟ فقام مُولِّيَاً ذليلاً، ثمَّ مات بعد سبع ليالٍ بالعَدَسَة، فقتلته.
لقد تركت غزوة بدر في نفوس أهل مكَّة المشركين، كمداً، وأحزاناً، وآلاماً بسبب هزيمتهم، ومن فُقدوا، وأُسروا، فهذا أبو لهب لم يلبث أن أصيب بِعِلَّة، ومات، وهذا أبو سفيان فقد ابناً له، وأُسِر له ابنٌ آخر، وما من بيتٍ من بيوت مكَّةَ إلا وفيه مناحةٌ؛ على قتل عزيز، أو قريب، أو أَسْر أسيرٍ، فلا عجب أن كانوا صمَّموا في أنفسهم على الأخذ بالثأر، حتَّى إن بعضهم حرَّم على نفسه الاغتسال، حتى يأخذ بالثَّأر ممَّن أذلُّوهم، وقتلوا أشرافهم، وصناديدهم، وانتظروا يترقَّبون الفرصة للقاء المسلمين والانتصاف منهم، فكان ذلك في أُحدٍ.
3 - أمَّا اليهود ؛ فقد هالهم أن ينتصر المسلمون في بدرٍ، وأن تقوى شوكتُهم فيها، وأن يَعِزَّ الإسلام، ويظهر على دينهم، ويكون لرسوله صلى الله عليه وسلم دونهم الحُظوةُ، والمكانة، فصمَّموا على نقض العهد الَّذي عاهدوا عليه النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عندما قدِم المدينة، وأظهروا عداوتهم الَّتي كانت كامنةً في نفوسهم، وأخذوا يجاهرون بها القول، ويُعلنون، ثمَّ راحوا يكيدون للإسلام ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ويعملون للقضاء عليه بكلِّ الوسائل المتاحة لديهم، وبدؤوا يتحرَّشون بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، والمسلمين، وما كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ليخفى عليه شيءٌ من ذلك، فقد كان يراقبهم عن حذرٍ، ويقظةٍ؛ حتَّى استخفُّوا بالمقرَّرات الخُلُقيَّة، والحرمات الَّتي يعتزُّ بها المسلمون، واستعلنوا بالعداوة، فلم يكن بدٌّ من حربهم، وإجلائهم عن المدينة - كما سنفصِّل ذلك فيما بعد إن شاء الله -.
ثانياً: محاولة اغتيال النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وإسلام عُمير بن وهب (شيطان قريش):
قال عروة بن الزُّبير: جلس عُمير بن وهب الجُمَحيُّ مع صفوان بن أميَّة في الحِجْر، بعد مصاب أهل بدرٍ بيسير، وكان عمير بن وهب شيطاناً من شياطين قريش، وممَّن كان يؤذي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، ويلقون منه عناءً، وهو بمكَّة، وكان ابنه وهب بن عُمير في أُسارى بدر، فذكر أصحاب القَلِيب، ومُصابهم، فقال صفوان: واللهِ! إِنْ في العيش بعدهم خيرٌ.
قال له عُمَيْرٌ: صدقتَ! أما والله ! لولا دينٌ عليَّ ليس عندي قضاؤه، وعيالٌ أخشى عليهم الضَّيعة بعدي؛ لركبتُ إلى محمَّدٍ حتَّى أقتلَه، فإنَّ لي فيهم عِلَّة؛ ابني أسيرٌ في أيديهم.
قال: فاغتنمها صفوان بن أميَّة، فقال: عليَّ دينُك، أنا أقضِهِ عنك، وعيالُك مع عيالي أُواسيهم ما بَقُوا، لا يسعني شيءٌ، ويعجِز عنهم، فقال له عُمَيْرٌ: فاكتم شأني، وشأنك. قال: أَفعَلُ.
قال: ثمَّ أمر عُمَيْرٌ بسيفه، فشُحِذ له، وسُمَّ، ثمَّ انطلق حتَّى قدم المدينة، فبينما عمرُ بن الخطاب في نفرٍ من المسلمين يتحدَّثون عن يوم بدر، ويذكرون ما أكرمهم الله به، وما أراهم في عدوِّهم؛ إذ نظر عمرُ إلى عُمَيْرِ بن وهبٍ، وقد أناخ راحلتَه على باب المسجد متوشِّحاً سيفه فقال: هذا الكلب عدوُّ الله عُمَيْرُ بنُ وهبٍ، والله! ما جاء إلا لشرٍّ، وهو الَّذي حرَّشبيننا، وحزَرنا للقوم يوم بدرٍ.
ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبيَّ الله! هذا عدوُّ الله عُمَيْرُ بن وهبٍ قد جاء متوشِّحاً سيفه.
قال: «فأَدْخله عليَّ»، قال: فأقبل عمر حتَّى أخذ بحِمَالَةِ سيفه في عنقه فَلَبَّبَهُبها، وقال لرجالٍ ممَّن كانوا معه من الأنصار: ادْخُلُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسوا عنده، واحذورا عليه من هذا الخبيث، فإنَّه غير مأمونٍ.
ثمَّ دخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلـمَّا رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر آخذٌ بحِمَالَة سيفه في عنقه، قال: «أرسله يا عمر! ادْنُ يا عُمَيْرُ!».
فدنا، ثمَّ قال: انعموا صباحاً - وكانت تحيَّة أهل الجاهلية بينهم - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أكرمنا الله بتحيَّةٍ خيرٍ من تحيَّتك يا عمير! بالسَّلام تحية أهل الجنَّة».
فقال: أما والله يا محمد! إن كنتُ بها لحديث عهدٍ.
فقال: «فما جاء بك يا عُمَيْرُ؟!» قال: جئت لهذا الأسير الَّذي في أيديكم، فأحسنوا فيه.
قال: «فما بالُ السَّيف في عنقك؟» قال: قَبَّحَها اللهُ من سيوف! وهل أغنت عنا شيئاً؟!
قال: «اصْدُقْني، ما الَّذي جئتَ له؟» قال: ما جئتُ إلا لذلك.
قال: «بل قعدت أنت وصفوانُ بنُ أميَّة في الحِجْر، فذكرتما أصحاب القَلِيب من قريشٍ، ثمُ قُلْتَ: لولا دَيْنٌ عليَّ، وعيالٌ عندي، لخرجت حتَّى أقتل محمَّداً، فتحمَّل لك صفوان بن أميَّة بدَيْنك، وعيالك على أن تقتلني له، واللهُ حائلٌ بينك وبين ذلك».
قال عُمَيْرُ: أشهد: أنَّك رسولُ الله، قد كنَّا يا رسول الله! نكذِّبك بما كنت تأتينا به من خبر السَّماء، وما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمرٌ لم يحضرْه إلا أنا وصفوان، فوالله! إنِّي لأعلم ما أتاك به إلا الله، فالحمد لله الَّذي هداني للإسلام، وساقني هذا المساق، ثمَّ شهد شهادة الحقِّ.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فقِّهوا أخاكم في دينه، وأقرِئُوه القرآن، وأَطْلِقُوا له أسيره»، ففعلوا.
ثمَّ قال: يا رسولَ الله! إنِّي كنت جاهداً على إطفاء نور الله، شديدَ الأذى لمن كان على دين الله - عزَّ وجلَّ - وأنا أحبُّ أن تأذن لي، فأقدم مكَّة، فأدعوهم إلى الله تعالى، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وإلى الإسلام، لعلَّ الله يهديهم، وإلا آذيتهم في دينهم ما كنت أوذي أصحابك في دينهم، قال: فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلحق بمكَّة، وكان صفوان بن أميَّة حين خرج عمير بن وهب، يقول: أبشروا بوقعةٍ تأتيكم الآن في أيَّامٍ، تُنْسيكم وقعة بدرٍ، وكان صفوان يسأل عنه الرُّكبان، حتَّى قدم راكبٌ فأخبره بإسلامه، فحلف ألاَّ يكلِّمه أبداً، ولا ينفعه بنفعٍ أبداً. [الطبراني في الكبير (17/58)، ومجمع الزوائد (8/286)، والإصابة (3/37)].
وفي هذه القصَّة دروسٌ وعبر؛ منها:
1 - حِرْص المشركين على التَّصفية الجسديَّة للدُّعاة؛ فهذا صفوان بن أميَّة، وعُمَيْر بن وهب، يتَّفقان على قتل النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهذا يرشدنا إلى أنَّ أعداء الدَّعوة قد لا يكتفون برفض الدَّعوة، والتَّشويش عليها، وصدِّ النَّاس عنها؛ بل يحاولون اغتيال الدُّعاة، وتدبير المؤامرات لقتلهم، وقد يستأجرون المجرمين؛ لتنفيذ هذا الغرض الخسيس، وقد يستغلُّ الأغنياء المُتْرفون من أعداء الدَّعوة حاجة الفقراء، وفقرهم، فيوجِّهونهم لقاء مبلغ من المال إلى خدمة ماربهم، وإنْ أدَّى ذلك إلى هلاكهم، فهاهو صفوان قد استغل فقر عُمَيْرٍ، وقلَّة ذات يده، ودَيْنَهُ؛ ليرسله إلى هلاكه.
2 - ظهور الحسِّ الأمنيِّ الرَّفيع الَّذي تميَّز به الصَّحابة رضي الله عنهم، فقد انتبه عمر بن الخطَّاب لمجيء عمير بن وهبٍ، وحذَّر منه، وأعلن أنَّه شيطانٌ ما جاء إلا لشرٍّ، فقد كان تاريخه معروفاً لدى عمر، فقد كان يؤذي المسلمين في مكَّة، وهو الذي حرَّض على قتال المسلمين في بدرٍ، وعمل على جمع معلوماتٍ عن عددهم؛ ولذلك شرع عمر في أخذ الأسباب لحماية الرَّسول صلى الله عليه وسلم، فمن جهته فقد أمسك بحِمَالة سيف عمير الَّذي في عنقه بشدَّةٍ، فعطَّله عن إمكانية استخدامه سيفه للاعتداء على الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وأمر نفراً من الصَّحابة بحراسة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
3 - الاعتزاز بتعاليم هذا الدِّين، فقد رفض صلى الله عليه وسلم أن يتعامل بتحيَّة الجاهليَّة، ولم يردَّ على تحيَّة عُمَيْرٍ حين قال له: انعموا صباحاً، وأخبره بأنَّه لا يُحيِّي بتحيَّة أهل الجاهلية؛ لأنَّ الله تعالى أكرم المسلمين بتحيَّة أهل الجنَّة.
4 - سموُّ أخلاق النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقد أحسن إلى عُمَيْرٍ، وتجاوز عنه، وعفا عنه؛ مع أنَّه جاء؛ ليقتله؛ بل أطلق ولده الأسير بعد أن أسلم عُمَيْرٌ، وقال لأصحابه: «فقِّهوا أخاكم في دينه، وأقرئوه القرآن، وأَطْلِقُوا له أسيره».
5 - قـوَّة إيمان عُمَيْرٍ، فقد قـرَّر أن يواجه مكَّـة كلَّها بالإسلام، وقد أذن لـه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعل، وواجه، وتحدَّى، وعاد أدراجه إلى المدينة، وأسلم على يديه ناسٌ كثير، وكان حين تُعَدُّ الرِّجال يطرحه عمر رضي الله عنه ممَّن يزن عنده ألف رجلٍ، وكان أحد الأربعة الَّذين أمدَّ بهم أميرُ المؤمنين عُمَرُ عمرَو بن العاص رضي الله عنهم، الَّذين كان كلُّ واحدٍ منهم بألفٍ.
يمكن النظر في كتاب السِّيرة النَّبويّة عرض وقائع وتحليل أحداث
على الموقع الرسمي للدكتور علي محمّد الصّلابيّ